٢ . مؤذّنان :
الكلّ يعلم بأنّه كان هناك إعلامان فلا بدّ من أن يميز أحدهما عن الآخر حتّى لا يقع اللبس بينهما ، والمؤذّنون على عهد رسول الله أربعة ، كما يقولون .
أهمّهم بلال الحبشي .
وثانيهم : عمرو بن قيس بن زائدة القرشي العامري ، ويقال اسمه عبد الله ، والأوّل أكثر وأشهر ، والمعروف بـ « ابن أمّ مكتوم » ، وهو ابن خال خديجة بنت خويلد ، وهو الأعمى المذكور في القرآن في قوله : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ) (١) ، هاجر إلى المدينة قبل مقدم النبيّ ، واستخلفه صلىاللهعليهوآله على المدينة ثلاث عشرة مرّة ، شهد القادسية (٢) وقُتِل بها شهيداً ، قال الواقدي : رجع من القادسية إلى المدينة فمات ولم يسمع له بذكر بعد عمر بن الخطّاب (٣) .
وثالثهم : سمرة ـ أو أوس أو سلمة أو سلمان ـ بن معير بن لوذان بن وهب المعروف بـ « أبي محذورة » ، وهذا هو الذي رُويت عنه أخبار التثويب والترجيع وقد عرّفناه ببعض الشيء في مقدّمة هذه الدراسة .
ورابعهم : سعد بن عائذ القرظ ، قال أبو عمر بن عبد البرّ :
______________________
(١) عبس : ١ ـ ٢ .
(٢) كيف ذلك وما فائدة حضور المعركة إذا كان أعمى ؟
(٢) تهذيب الكمال ٢٢ : ٢٦ ـ ترجمة عمرو بن زائدة ، وانظر إرشاد الساري ٢ : ١٢ أيضاً .