إذن أهل البيت مذكورون في القرآن والسنّة المطهّرة ، وقد بنيت أحكام فقهية تدور مدارهم خاصّة بهم ، تشريفاً لهم ، وتعظيماً لحقّهم ، كما في الخمس وغيره ؛ لأنّهم كما قال الإمام علي عليهالسلام : « الشعار والأصحابُ الخزنة والأبواب ، ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سُمِّي سارقاً » (١) .
ومن هذا المنطلق لا نستبعد أن يكون أئمّة النهج الحاكم قد سعوا إلى تحريف كلّ ما يمت إليهم عليهمالسلام في الشريعة والتاريخ ، ثمّ الإتيان بما يشابهه في آخرين ، لأنّ من المعلوم بأنّ الأشياء القيّمة والثمينة يحاك ويصنع ما يشابهها كما نحن فيه هنا .
وعليه فموضوع الإمامة لم يكن من الأمور الاجتماعية البسيطة التي يناط أمرها إلى الناس ، بل هي من المواضيع الأساسية الهامة في بناء الدين ، أصولاً وفروعاً ، مظهراً وجوهراً ، ونحن في هذه الرسالة نريد أن نسلّط الضوء على جملتين موجودتين في الأذان ، وهاتان الجملتان مرتبطتان بموضوع الإمامة بنحو من الأنحاء ، نحن نطرحهما علي طاولة المناقشة والبحث :
إحداهما : ما تلهج به الشيعة الإمامية وتدين به تبعاً لرسول الله وجملة من الصحابة وجميع أهل البيت ، وهي جملة : « حيَّ على خير العمل » .
وثانيتهما : ما يلهج به أبناء العامّة تبعاً للمحكي عندهم عن رسول الله ، والمشكوك النسبة إلى بلال وأبي محذورة ، وهي جملة : « الصلاة خير من النوم » .
______________________
(١) من كلام لأمير المؤمنين عليهالسلام ، انظر نهج البلاغة ٢ : ٤٤ .