فنريد هنا أن نسلّط الضوء على ما تنطوي عليه هاتان الجملتان من معنى عقائدي علاوة على التفسير الشرعي المتضمَّن فيهما ؛ إذ ما المقصود من جملة « حيّ على خير العمل » .
وهل هي الولاية والإمامة والدعوة إلى برّ فاطمة وولدها عليهمالسلام حقّاً ـ كما جاء في بعض الأخبار (١) ـ ؟ أم هي الصلاة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأشباهها ؟
بل ماذا تعني جملة « الصلاة خير من النوم » ، هل تعني ما يفهمه الجميع ، أم فيها معنى باطن مكنون يُقابل ما جاء عن أهل البيت في تفسير معنى « حيّ على خير العمل » ، والتفسير المكنون لم يبح به الخصم بل يجب اكتشافه .
وبعبارة أوضح : هل الألف واللام في « الصلاة » وفي « النوم » في جملة : « الصلاة خير من النوم » هي لجنس الصلاة والنوم ، أم أنّ « الألف » و « اللام » للعهد ؛ أي لصلاة خاصّة ونوم خاص معهود عندهم ؟
ثمّ ما هو سرّ حذف الحيعلة الثالثة « حيَّ على خير العمل » واستبدالها في أذان الصبح خاصّة بـ « الصلاة خير من النوم » . ولماذا لا تستبدل بجملة غير هذه الجملة ؟
وهل هناك دافع مطويٌّ في تشريعها للصبح خاصّة دون الأوقات الأخرى كالظهر والعصر والمغرب والعشاء ؟
______________________
(١) التوحيد للشيخ الصدوق : ٢٤١ ، معاني الأخبار : ٤١ ، مناقب بن شهرآشوب ٣ : ١٠٧ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٣ : ٤٤ / ح ٤٤ .