فعن الحسن البصري قال : قال عليّ : لمّا قبض رسول الله نظرنا في أمرنا فوجدنا النبيّ قد قدّم أبا بكر في الصلاة فرضينا لدنيانا من رضي به رسول الله لديننا فقدمنا أبا بكر (١) .
وعن أنس قال : قال عليّ : مرض رسول الله فأمر أبا بكر بالصلاة وهو يرى مكاني ، فلمّا قُبِضَ اختار المسلمون لدنياهم من رضيه رسول الله لدينهم فولوا أبا بكر ، وكان والله لها أهلا . وماذا كان يؤخّره عن مقام أقامه رسول الله فيه (٢) .
بهذه النصوص الموضوعة عن لسان أمير المؤمنين عليهالسلام ، والتي تدعم نُقُول عمر السابقة أرادوا ترسيخ خلافة أبي بكر ، في حين أنّ أدلة الجمهور على إمامة وأفضلية أبي بكر لا تختص بصلاته أيام مرض رسول الله ، بل هناك فضائل أخرى يذكرونها له ، كقصة الغار التي استدلّ بها عمر بن الخطاب على الأنصار ـ والذي مرّ عليك قبل قليل نصّه ـ فلو جمعنا ذاك مع قوله الآخر عن إمامته في الصلاة ـ والذي رواه ابن مسعود ـ كما في الطبقات وأنساب الأشراف ـ وأنّ عمر بن الخطاب قال للأنصار :
يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أنّ رسول الله أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس ؟ قالوا : بلى ، قال : فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ، قالوا : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر .
______________________
(١) أنساب الأشراف ٢ : ٢٣١ .
(٢) انساب الأشراف ٢ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ .