وفي ذلك يقول شاعر النيل (١) :
وقولة لعلي قالها عمر |
|
أكرم بسامعها أنعم بملقيها |
حرقت دارك لا أبقي عليك بها |
|
إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها |
ما إنّ غير أبي حفص يفوه بها |
|
أمام فارس عدنان وحاميها |
وهم يقولون بتشريع الأذان في المنام فكيف لا يقولون من عند أنفسهم بـ « الصلاة خير من النوم » .
لقد مرّ عليك سابقاً أنّهم جعلوا تشريع الأذان منامياً استنقاصاً بالنبي وبالرويا التي راها في بني اُمية في قوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (٢) ومن خلال هذه المفردات تعرف عمق النزاع الدائر بين أهل البيت وبني اُمية ، ولماذا يصر الآخرون على كون تشريع الأذان مناماً بخلاف أهل البيت الذين يصرون على تشريعه عند الأسراء والمعراج ويقولون عن أُولئك بأنّهم عمدو إلى اعظم شيء في الدين فحرفوه .
أجل إنّ هؤلاء كانوا هم الامتداد القائل بأن النبي كان يريد أن يرفع بضبع ابن عمه علي ، وإن الإمامة ليست بإمامة إلهية عندهم ، بل هي حكومة ظاهرية ومنصب يحصل عليه الانسان بالشورى والغلبة .
______________________
(١) ديوان حافظ إبراهيم ١ : ٧٥ ، دار الكتب المصرية ، القاهرة .
(٢) الأسراء : ٦٠ .