أمّا الوجه الآخر وهو فهم المقصود من جملة « الصلاة خير من النوم » فمغفول عنه في كتب الآخرين ؛ إذ قد اكتفوا بذكر معناه الظاهري فقط ، في حين أنّ الواقف على خلفيات الأحداث وملابساتها يمكنه معرفة أهداف الرفع والوضع بشكل آخر إن كان موضوعياً في بحثه ، كما يمكنه الوقوف على أهداف الوضّاعين وتاريخ وضع تلك الأخبار .
لأنّ الباحث حينما يأتي ببعض الأخبار ، تارة يأتي بها للاستدلال ، وهذا يجب أن يكون من الأخبار الصحيحة .
وتارة يأتي بالخبر الموضوع للوقوف على أهداف الوضّاعين في تلك الفترة من تاريخ الاسلام التي وضع فيها هذا الخبر أو ذاك ودواعي انتشارها وإن لم يستدل بالخبر الموضوع .
وإنّك قد ترانا نستدلّ بعمل الحكومات السنية أو الشيعية لتحكيم رؤيتنا ، وذلك لا للاستدلال الشرعي بل للإشارة إلى وجود اتّجاه خاص له تاريخه وجذوره يتبنى الرأي الفلاني .
وهناك اتجاه آخر له تاريخه وجذوره يتبنّى الشيء الفلاني الآخر ، فمقصودنا من ذلك هو الوقوف على امتدادات هذين الفريقين واتّصالها بصدر الإسلامي الأوّل ورجاله لنعرف الأصيل والمحرف منه .
وطبقاً
لهذه الكلية أقول : مما لا خلاف فيه أنّ الحكومتين الأموية والعباسية كانتا امتداداً لخلافة الشيخين وعثمان ، وتياراً معارضاً لنهج الإمام عليّ النبوي
، فلا