ومن هنا جاءت دراساتنا تهدف إلى تسليط الضوء على مثل هذه الأمور الخطيرة في الشريعة ، ونحن على علم بأنّ دراسة قضية مهمّة كهذه تحتاج إلى مثابرة وجهد لكشف المجهول ، لأنّها تارة ترتبط بالفقه ، وأخرى بالعقائد ، وثالثة بالتاريخ ، ورابعة بالتفسير ، وخامسة باللغة ، وسادسة بالنحو و ....
فإنّ دراسة كلّ هذه الأمور تحتاج إلى تَأَنّ وصبر ومثابرة ، وخصوصاً حينما نرى وحدة تسلسل حلقات القضية عند الطرفين ، ووحدة الحدث المختلف فيه ، وهو الأذان برفع الحيعلة منه ووضع الصلاة خير من النوم مكانها ، ووحدة بَطَلِها وهو عمر بن الخطاب في كلا الطرفين .
فالنصوص الموجودة بين أيدينا بعضها واضح ، وبعضها الآخر مبهم يمكن استنطاقه ، وهذا يدعونا للموضوعية والشمولية في الاستقراء والبحث أكثر .
غير مكتفين بنقل وجهة نظر واحدة وإهمال وجهات النظر الأخرى ، لأنّ التراث الإسلامي هو ملك للجميع ، وأنّ بعضه يفسّر بعضه الآخر ، فلا يمكن إهمال نصوص بعض المسلمين لعدم اعتبارها عند الآخرين ، لأنّ القول بهذا المنهج الضيِّق يحدّدنا ويخرجنا من الموضوعية والشمولية في البحث ، إلى دراسة الأمور بنظرة ضيقة ، وهذا ما نتحاشاه ونخاف منه .
فنحن انطلاقاً من هذه الكلية التي رسمناها سندرس الأهداف التعويضية عند عمر وما قيل عنه بهذا الصدد في كتب الفريقين ، آخذين بنظر الاعتبار كلّ ما قالوه سواء وافقنا أم خالفنا .
فأحد وجهي العملة يرتبط بما تقوله الشيعة في أسباب المنع من « حيّ على خير العمل » وهو موجود في كتبهم ، وقد مرّ على القارئ ما فيه الكفاية فلا نعيده .