٣ ـ إمامان لصلاةٍ واحدة !
إنّ صلاة أبي بكر مكان رسول الله هي أحد أهمّ الأدلّة العقائدية للجمهور على إمامته وخلافته ، وقد جيء بها لمعارضة ما يستدلّ به الشيعة الإمامية على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام .
وإنّي لا أُريد أن أدخل في مناقشة هذه المسألة ، وإن كانت في نظري هي جديرة بالبحث والدراسة بشكلٍ عميق ، لكنّي أكتفي بما يرتبط بموضوعي مؤكّداً بأنّ مسألة التثويب = ترتبط بمسألة صلاة أبي بكر ولا يمكن فهم إحداهما إلّا بعد فهم الأخرى .
فغالب النصوص في صلاة أبي بكر توحي بأنّ عائشة كان لا يعجبها أن يكون أبوها ممّن يخلف رسول الله في الصلاة ، بدعوى أنّه رجل أسيف ورقيق القلب ولا يمكنه أن يقوم مقام رسول الله ، وإذا قام وقرأ غلبه البكاء ولا يسمع الناس قراءتَه .
وفي بعض النصوص تراها تقترح على رسول الله أن يبدّل أباها بعمر بن الخطّاب وتطلب من حفصة أن تعينها لتحقيق أمنيتها ، لكنّ رسول الله لم يقبل اقتراحهنّ وقد ردّهنّ بحيث إنّ هذا الأمر أغاض حفصة فقالت لعائشة : ما كنت لأصيب منكِ خيراً ! (١)
______________________
(١) صحيح البخاري ١ : ١٧٢ ـ ١٧٣ باب الرجل يأتمّ بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم ، صحيح مسلم ٢ : ٢٢ باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر ، سنن ابن ماجة ١ : ٣٨٩ / ١٢٣٢ باب ما جاء في صلاة رسول الله في مرضه ، سنن النسائي (المجتبى) ٢ : ٧٧ ـ ٧٨ باب الائتمام بالإمام يصلّي قاعداً ، مسند أحمد ٦ : ٢٢٤ حديث عائشة ، الطبقات الكبير باب ذكر الصلاة التي أمر بها رسول الله صلىاللهعليهوآله أبا بكر عند وفاته ، أنساب الأشراف ١ : ٥٥٧ / ١١٣١ ـ باب أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله حين بُدِئ .