وطهرهم تطهيراً بالحسد والغش ، فإنّ قلب رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم من قلوب بني هاشم .
فقال عمر : إليك عنّي يا ابن عباس .
فقلت : أَفْعَل .
فلما ذهبت لأقوم استحيا منّي ، فقال : يا ابن عباس مكانَكَ ، فوالله إنّي لراع لحقك محبٌّ لما سَرَّك ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنّ لي عليك حقاً ... (١) .
إذن التوجّه إلى أمر الإمامة كانت ملحوظة في أفعال وأقوال عمر بن الخطاب ، وإنّ الصراع بين بني هاشم وعمر ، والعلويين وبني أميّة كان ملحوظاً فيه ذلك .
إذن أنّ أدلة الإمامة هي موجودة في القرآن والسنّة النبوية لكنّ القوم يريدون التغاضي عنه وكانوا يكرهون سماع ما أنزل الله في كتابه ودعا إليه رسوله .
من المعلوم أنّ أهل البيت ـ والشيعة تبعاً لهم ـ لم يتهموا عمر بن الخطاب جزافاً في وضعه لـ « الصلاة خير من النوم » في الأذان ، بل إنّهم نقلوا نصوصَ القوم في ذلك ، غير مكتفين بنقل نص صدر في القرن الثاني الهجري عن مالك بن أنس في موطّاهُ ، بل أَتَوْا بالنصوص الأخرى التي جاء بها الدارقطني (ت ٣٨٥ هـ) وغيره :
______________________
(١) تاريخ الطبري ٢ : ٥٧٨ حوادث سنة ٢٣ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٤٥٨ ، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٢ : ٥٣ ـ ٥٤ توضيحاً وتفسيراً أكثر فليراجع .