يمكن معرفة الله إلّا بالنبيّ ولا يمكن معرفة النبيّ والله جلّ جلاله معرفة مقبولة صالحة إلّا بالإمام المفترض الطاعة .
إذن الاعتقاد بالإمامة لا يُترك بحال بل لا يمكن تصوّر ذلك ؛ فهي ليست كالصلاة والصوم والزكاة والحجّ التي قد يرخّص في تركها في ظروف خاصّة .
فالحائض مثلاً تترك الصلاة ، والمريض معفو عن الصوم ، والزكاة والحج ساقطان عن الفقير ، أمّا الولاية فهي واجبة على المكلف سواء كان صحيحاً أم مريضاً وذا مال أم معسراً . وهذا ما قاله الإمام الباقر عليهالسلام توضيحاً لهذه المسألة (١) .
أجل إنّ قريشاً سعت بكلّ قواها للوقوف أمام دين الإسلام ، لكنّ الله أبى إلّا أن يتمّ نوره ويرفع ذكر محمّد وآل محمّد ولو كره الكافرون ، الذين ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) (٢) وقد جئنا أكثر من مرّة في بحوثنا بقول معاوية بن أبي سفيان وقوله لمّا سمع المؤذن يشهد بأن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله : « إلّا دفناً دفناً » ، كلّ ذلك مبارزة لقوله تعالى : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (٣) ، ومحاولة لطمس هذا الذكر الشريف .
فهم حسدوا أهل البيت لما آتاهم الله من الفضل ، كما في تفسير قوله تعالى :
______________________
(١) الخصال : ٢٧٨ ح ٢١ باب الخمسة بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر .
(٢) التوبة : ٣٢ .
(٣) الانشراح : ٤ .