فما علاقة التوحيد بولاية عليّ عليهالسلام ؟
وكيف تكون ولاية عليّ هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة للتوحيد الحقّة ؟
الجواب : إنّ طاعة الإمام عليّ عليهالسلام والإقرار له بالولاية تستلزم الإقرار الصحيح والاعتقاد السليم بالرسول والرسالة وبالتوحيد والعبودية لله .
والقيامُ بالحنيفية في قوله تعالى : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ) هو إقامة الوجه لله عبر الولاية والإقرار لوليّ الله ، ولا يصلح أحدهما أن يحلّ محلّ الآخر ، وذلك لا يُتَصوَّر إلّا بأن يقال بأنّ الولاية هي الصراط المستقيم للنبوّة والمنهج القويم للتوحيد ، وهو معنى آخر لما خلّفه رسول الله في أمّته من خلال حديث الثقلين ، وكونهم عليهمالسلام حبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به (١) .
وليس هو كما يلقيه الخصم من أنّ الشيعة تعتقد بأنّ الولاية هي أهمّ من الشهادتين ، لما روي عن أبي جعفر الباقر قوله : « بُني الإسلام على خمس : الصلاة والصوم والزكاة والحجّ والولاية ولم يُنادَ بشيء كما نودي بالولاية » (٢) .
فأئمة أهل البيت أجابوا عن هذا بأنّه لا يتقدّم على الشهادتين شيء ـ لا الولاية ولا غيرها ـ ، بل إنّ أمر الشهادتين مفروغ عنه ، ومعنى : « بني الإسلام على خمس » أي انّ الإسلام المؤلَّف من الشهادتين قد بني على ركائز خمس هي الصلاة ، الصوم ، الزكاة ، الحج ، الولاية ، وأنّ الولاية أفضلها ، وما نودي بشيء كالولاية ، لأنّها امتداد للنبوّة لا أنّها قبال النبوّة والتوحيد ـ كما يُصَوِّر بعضهم ـ فلا
______________________
(١) انظر تفسير القمي ١ : ١٠٨ والأمالي للشيخ : ٢٧٢ المجلس ١٠ ح ٥١٠ وتفسير العياشي ١ : ١٩٤ ح ١٢٢ و ١٢٣ .
(٢) المحاسن ١ : ٢٨٦ / ح ٤٢٩ باب الشرائع ، والكافي ٢ : ١٨ باب دعائم الاسلام / ح ١ و ٣ و ٨ .