ويمكن الجواب عنه : بأنّه ليس في الرواية تصريح بأنّه يقول : حي على خير العمل جهراً ، فيحتمل أن يكون المراد أنّه قال ذلك سرّاً ، يقول بعده « الصلاة خير من النوم » لكن هذه الرواية مخالفة لما عليه الأصحاب من تربيع التكبير في أول الأذان وتثنية التهليل في آخره ، وكيف كان فالمذهب ترك التثويب مطلقاً .
وقال المحقق الكركي في (جامع المقاصد) : وعلى كل حال فالتثويب حرام في الأذان والإقامة . وبينهما ، في أذان الصبح وغيره على الأصح ؛ لأنّ الأذان والإقامة متلقيان من الشرع كسائر العبادات التي لا مدخل للعقل فيها ، فالزيادة فيها تشريع فتكون محرمة (١) .
وفي صحيحة معاوية بن وهب قال : سألت أبا عبد الله عن التثويب الذي يكون بين الأذان والإقامة ؟ فقال : ما نعرفه (٢) .
وإنا إن شاء الله سنوضّح رأي مدرسة أهل البيت في بدعيتها (٣) ، وعدم جواز الأذان بها لا في الصبح ولا في غيره إلّا تقية .
جاء في كتاب (الأحكام) : قال يحيى بن الحسين (ت ٢٩٨ هـ) : وقد صح لنا أنّ « حيّ على خير العمل » كانت على عهد رسول الله يُؤذَّن بها ، ولم تُطرح إلّا في زمن
______________________
(١) جامع المقاصد ٢ : ١٩٠ . ولنا تحقيق في هذه الرواية وأمثالها ، راجع كتابنا (أشهد أنّ علياً ولي الله) .
(٢) الفقيه ١ : ١٨٨ / ٨٩٥ ، الكافي ١ : ٣٠٣ / ٦ ، وسائل الشيعة ٥ : ٤٢٦ / ٦٩٩٤ .
(٣) في فصلٍ خاص لم يدوّن بعد .