صارت على مر العصور والأزمان شعاراً سياسياً وعقائدياً للحكام ظلَّ سارياً إلى يومنا هذا ؟
وهكذا الحال بالنسبة إلى التسليم على الامراء بعد الأذان ، فلماذا تختص بأبي محذورة ، وسعد القرظ ؟ وعلى أي شيء يدل كل هذا ؟ أنّها أسئلة تبحث عن إجابة ؟
سابعاً : ذكرنا في الصفحات السابقة دور الأمويين في ترسيخ فقه الشيخين وعثمان والمخالفة لفقه الإمام عليّ ونقل فضائله عليهالسلام ، كما أشرنا إلى دور الحكومات السنيّة في ترسيخ شعارية « الصلاة خير من النوم » بدل « حيّ على خير العمل » وهذا ليدلّ على كونهما مؤشِّرَين إلى خلافة وإمامة الطرفين .
وباعتقادي أنّ الخبر الآتي عن عبد الله بن رسته عن مشايخه ـ والموجود في المعجم الأوسط ـ ليشير إلى جمع الراوي بين المُدَّعيَيَنْ في خبر واحد ، أي أنّهم أرادوا في القرنين الثالث والرابع الهجري التأكيد على خلافة أبي بكر من خلال جملتي « مروا أبا بكر فليصلّ بالناس » واقترانها مع « الصلاة خير من النوم » في الأذان .
كان هذا ملخّص كلامنا بهذا الصدد ، فهم أبدلوا الألف واللام في « الصلاة » من الجنس إلى العهدية ، مريدين بذلك أن يُذكّروا المسلمين بصلاة أبي بكر لا بكلّ صلاة يصلّونها ، لتزامن هذه الصلاة مع صلاة الفجر .