ولكون المشركين قد قرروا الهجوم على رسول الله عند الفجر ، وكان مبيت الإمام علي على فراشه صلىاللهعليهوآله من الليل حتّى الفجر .
وبسبب تزامن هذين الحدثين قرروا تصويب هذا الشعار للإشارة إلى الواقعتين ، أي أنّهم أرادوا أن يُدْخِلوها من الأذان الأوّل (١) ، ألى أذان الفجر ، وهذا يعني بأنّ هذه الجملة كانت تقال في الليل على عهد رسول الله لإيقاظ النائمين لا على إنّها سنة رسول الله ، بل أنّها مثل المناجاة التي يناجي بها المؤمنين في بعض البلدان الإسلامية قبل الفجر .
لكنّها وبعد وفاة رسول الله أخذت منحى آخر ، واستُغلّتَ استغلالاً مخطَّطاً له ، فصار لها بُعْدٌ عقديٌّ ، ووضعت الأخبار الدالة عليها .
ولو تأملت فيما يرويه الطبراني في الأوسط لوافقتنا على مدّعانا ، فهم أرادوا أن يجمعوا بين شرعيّتها على عهد رسول الله وارتباطها بخلافة أبي بكر أيضاً في آن واحد ، وإنّ التعليق على هذا الخبر قد يفيدنا لتقريب الفكرة ، وإليك النصّ :
|
قال
الطبراني : حدثنا عبد الله بن رسته ، ثنا عبد الله بن عمران ، ثنا عبد الله بن نافع ، حدثني معمر بن عبد الرحمن ، عن ابن قسيط ، عن أبي هريرة ، قال : جاء بلال إلى النبي يؤذنه بصلاة الصبح ، فقال : مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس ، فعاد إليه فرأى منه ثقلة ، فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، فذهب فأذّن فزاد في أذانه الصلاة خير من النوم ، فقال [ له ] النبيّ : ما هذا الذي زدت في أذانك ؟ قال : رأيتُ |
______________________
(١) والذي كان يقال قبل ربع ساعة من الفجر ـ حسب قول الألباني الآنف ـ .