|
منك ثقلة فأحببت أن تنشط ، فقال : اذهب فزده في أذانك ، ومر أبا بكر فليصلِّ بالناس (١) . |
أنا لا أُريد أن اتعامل مع هذه الرواية أو تلك من الجانب الدرائي والرجالي فقط ، وان في هذه الرواية مجهول ، أو أنّ رواة تلك الرواية جميعها ثقات .
وان ما في موطأ مالك من خبر عمر هل هو مسند أو مرسل ـ لأنّ فيه كلمة « بلغه » الدالة على الإرسال ، إذ لا نعلم من هو الذي أبلغ مالكاً بمقولة عمر ـ أو ما شابه ذلك من بحوث صناعية مخصوصة .
نحن نريد أن نتعامل مع هذه النصوص على أنّها نصوص تاريخيّة صادرة في القرون المتقدِّمة ، أي لا خلاف في صدور هذه الأخبار في تلك الفترة ووجودها في موطأ مالك الذي كتب في القرن الثاني الهجري .
أو هو موجود في المعجم الأوسط للطبراني (ت ٣٦٠ هـ ) .
أو في سنن الدارقطني (ت ٣٨٥ هـ) ، أو في التمهيد لابن عبد البر (ت ٤٦٣ هـ) ، أو في كتب محدثي الشيعة الإمامية أو الزيدية أو الإسماعيلية القائلين : بأنّ عمر حذف الحيعلة الثالثة ووضع مكانها الصلاة خير من النوم ، بصرف النظر عمّن هو الذي أبلغ مالكاً ، أو الذي نقل الخبر السابق عن أبي هريرة ، أو ما شابه ذلك .
فإنّ ما رواه الطبراني يرشدنا إلى وجود من يقول بقولنا من رواة وعلماء الجمهور ، وأنّه لم يكن من منفرداتنا ، إذ إنّ التأليف والجمع بين الجملتين « مرو أبا بكر فليصلِّ بالناس » و « الصلاة خير من النوم » في خبر واحد يرويه عبد الله بن
______________________
(١) المعجم الأوسط ٧ : ٢٩٠ / ح ٧٥٢٤ ، مجمع الزوائد ١ : ٣٣٠ .