فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن اُم مكتوم وقال : وكان ابن اُم مكتوم رجلاً اعمى لا ينادي حتى يقال له اصبحت اصحبت ، قال : ولم يبلغنا ان صلاة أذن لها قبل وقتها إلّا الصبح ولا ينادي لغيرها قبل دخول وقتها لا الجمعة ولا غيرها (١) .
بما أنّ الخبر الآنف يتضمّن الترجيع فلا بدّ من وقفة قصيرة معه في كتب فقهاء الجمهور ، ثمّ نواصل البحث في الأسانيد المتبقّية بعد ذلك إن شاء الله تعالى .
الترجيع هو أن يخفض صوته بالشهادتين ثمّ يرجع فيرفعه بهما ، فقد اختلفت المذاهب الأربعة في مشروعيّته .
فذهبت الشافعية والمالكية إلى مشروعيته ، استناداً لخبر أبي محذورة .
لكنّ الحنفية والحنابلة أنكروا ذلك لعدم وجوده في خبر عبد الله بن زيد وما روي من أذان بلال وابن أُمّ مكتوم ، وحتّى ما رووه عن أبي محذورة فهو على فرض صحّته قد كان في ابتداء إسلامه وعدم إتمام إيمانه ، وأنّ عمل أبي محذورة لا يساوي تعليم رسول الله لبلال وما حكاه عبد الله بن زيد ، وبلال آكد ملازمة لرسول الله من أبي محذورة .
وإليك الآن أدلّة الطرفين لتقف على حقيقة الحال وأنّه يفيدنا في بحث التثويب أيضاً :
قال النووي في المجموع :
______________________
(١) المدونة الكبرى ١ : ٦٠ .