الدراسة أنّها ليست بسنّة نبويّة ، بل إنّها رأي لعمر بن الخطاب ومن هو على نهجه ، وضعوها قبالا لما عرفوه من سنّة النبيّ في الحيعلة الثالثة .
والملاحظ في نصّ موطأ مالك (ت ١٧٩ هـ) أنّ جملة « الصلاة خير من النوم » وضعت من قبل عمر في أيّام خلافته ، وبعد رفع الحيعلة الثالثة ، إذ أنّه قال لمؤذنه : اجعلها بعد « حيّ على الفلاح » ، وهذا يُفهِمُ بأنّه وضعها في عهده ، ولم يكن لها أثر قبل هذا التاريخ ، بخلاف « حيّ على خير العمل » التي مرّت بمراحل كانت نهايتها على عهد عمر بن الخطاب .
والآن نتساءل : هل يعقل أن يضع عمر شيئاً مكان شيء ، بدون هدف وقصد ؟
كلا ليس من المعقول أن لا يكون عمر قاصداً وهادفاً من كلامه ، أو أنّه عنى المعنى السطحي للكلمة ، وأنّها وضعت لتنبيه الغافلين ولإيقاظ النائمين فقط كما يقولون .
فالذي يعرف خلفيات مسألة الإمامة وإرهاصاتها ، وما عنت جملة « حيّ على خير العمل » في الأذان ، والأهداف التي دعت عمر لحذفها ، لا يمكنه أن يقبل صدور جملة « الصلاة خير من النوم » من قبل عمر دون أيّ قصد عقائديّ .
على
أنّ حصر معنى « الصلاة خير من النوم » عند القوم بمعناها الساذج السطحيّ ، وعدم ذكرهم لاحتمالاتها الأخرى ، يشكّك الباحث الناقد في الأهداف والمقاصد الكامنة وراء ذلك ، ويدعوه لدراسة تلك النصوص بروح تحقيقية عالية ،