الاحتمال الثالث :
وهي رؤيتنا ، ويمكن التدرّج في طرحها وتلخيصها في نقاط :
أولاً : من المعلوم بأنّ الجمهور استدلّوا على إمامة أبي بكر بعدّة أمور ؛ منها : صلاة أبي بكر بالناس بأمر النبيّ ، مدَّعين أنّ من ارتضاه رسول الله لديننا نرتضيه لدنيانا ، ناسبين هذه المقولة إلى الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام (١) .
لكنّ الواقع يكذّب ما قالوه وما نسبوه إلى الإمام عليّ عليهالسلام عنوة ؛ لأنّ عليّاً لم يترك مناسبة إلّا وأعلن سخطه وإدانته لأبي بكر ، وأنّ الأخير غصب الخلافة منه ، فكيف يستدل هو لصحة تلك الخلافة المزعومة بأمثال هكذا استدلالات باطلة .
نحن لسنا بصدد ردّ هذه المقولة لوضوح كذبها ولمضادتها ومصادمتها مع العقل السليم والمنطق لكنّا نأتي بما قالوه لنؤكّد أنّ القوم استدلوا بصلاة أبي بكر على خلافته . وإليك تلك النصوص :
فعن الحسن البصري أنّه قال : أمر رسول الله أبا بكر وهو مريض أن يصلّي بالناس . ثم قال الحسن : ليعلمهم والله مَنْ صاحبهم بعده (٢) .
وفي آخر : بعث عمرُ بن عبد العزيز محمد بنَ الزبير الحنظلي إلى الحسن البصري وسأله : هل كان رسول الله استخلف أبا بكر ؟
______________________
(١) انظر التمهيد لابن عبد البر ٢٢ : ١٢٩ ، تاريخ دمشق ٣٠ : ٢٦٥ ، الاستيعاب ٣ : ٩٧١ ، شرح اصول اعتقاد أهل السنة ٧ : ١٢٩٥ .
(٢) انساب الأشراف ٢ : ٢٣٣ .