فقال الحسن : أَوَ في شكّ صاحبُكَ ؟ واللهِ الذي لا إله إلّا هو استخلفه حين أمره بالصلاة دون الناس ، ولهو كان أتقى لله من أن يتوثَّب عليها (١) .
وقال أبو عوانة (ت ٣١٦ هـ) في مسنده ـ بعد أن نقل بعض أحاديث صلاة أبي بكر ـ :
إنّ هذه الأحاديث بيان خلافة أبي بكر لقول النبي : ليؤمكم أقرأُكم ، وقد كان في أصحابه مَن هو أقرأ منه ، وفيهم من هو أرفع وأبين صوتاً منه ... فدل قوله في خبر أبي مسعود حيث قال : « ولا يؤمّن رجل في سلطانه » أنّه الخليفة عليهم بعده (٢) .
وقال ابن كثير ـ بعد ايراد تلك الأحاديث :
والمقصود أنّ رسول الله قَدَّم أبا بكر الصديق إماماً للصحابة كلّهم في الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام العملية (٣) .
وفي شرح نهج البلاغة : انّ عويم بن ساعدة قال ـ لما نصب الأنصار سعداً ـ :
فوالله ما هلك رسول الله حتّى عرفنا أنّ أبا بكر خليفة حين أمره أن يصلّي بالناس ، فشتمه الأنصار وأخرجوه ... (٤) .
وهذه النصوص تؤكّد بأنّ الاستدلال بصلاة أبي بكر كانت من الأدلّة التي استند عليها سلف العامة للدلالة على إمامة أبي بكر ، وأنّه هو صلىاللهعليهوآله هو الذي استخلفه بهذه الصلاة وقد مرّ عليك ما قلناه في « أذانان ، مؤذّنان إمامان لصلاة واحدة » .
______________________
(١) انساب الأشراف ٢ : ٢٣٤ وعنه في سبل الهدى والرشاد ١٢ : ٣١٧ .
(٢) مسند أبي عوانة ١ : ٤٤٧ .
(٣) تاريخ ابن كثير ٥ : ٢٣٦ .
(٤) شرح نهج البلاغة ٦ : ١٩ .