إنّ عدم وجود التثويب في أحاديث عبد الله بن زيد وبلال الحبشي واختصاصه بسعد القرظ وأبي محذورة أو قل بأولاد الأخيرين دون الأولين ، لأنّ هؤلاء كانوا ضمن المؤذّنين في العهدين الأموي والعباسي وأنّه ليدلّ على أنّ أذان هؤلاء المؤذنين وتوجّهاتهم الفقهية والعقائدية يختلف عن أذان النهج الحكومي الممتد إلى زمان وضعها في عهد عمر بن الخطّاب ثمّ امتداد ذلك إلى عصر الحجاج بن يوسف الثقفي .
كما أنّه يشير إلى أنّ عدم رواية أبناء عبد الله بن زيد ، وبلال ، وابن أم مكتوم : « الصلاة خير من النوم » عن آبائهم فيه دلالة على عدم ارتضاء الآباء بأذان الحكام ؟ ولهذا أُقصي الأولاد من مهمّة الأذان .
مع علمنا بأن روايات عبد الله بن زيد وابن أم مكتوم ليس فيها : « الصلاة خير من النوم » ؟ فعلى أي شيء يدل هذا الإقصاء إذن إن لم يصح ما قلناه ؟
ولماذا تختص روايات التثويب بأولاد سعد وأبي محذورة الَّذين عُيِّنُوا من قبل الحكومات المتعاقبة ؟
فماذا كان في أذان هؤلاء ، ولم يكن في أذان أولئك ؟
بل لماذا نرى الجمهور يأخذون بأخبار التثويب المروية عن أبي محذورة وسعد القرظ ولا يأخذون بأخبار الترجيع الواردة عنهما ؟
ولماذا نرى الترجيع متروكاً في الأذان عندهم إلى اليوم ، بخلاف التثويب الذي يصرّون على الإتيان به رغم كل الظروف والملابسات ؟
وعلى أيّ شيء يدلّ إصرارهم على الأخذ بهذا والسماح بترك ذاك ؟
ألم
يكن الإصرار على الأخذ بـ « الصلاة خير من النوم » وجعلها سنة هو لكونها