وقال النووي : « ومعنى (ارقبوا) راعوه واحترموه وأكرموه » (١) .
ألم يكن في تأكيد الله على الصلاةَ على الرسول والآل دلالة واضحة على قربهم من الله ؛ بل إمامتهم المطلقة كما جزم بذلك الاقترانُ بين الكتاب وأهل البيت على ما هو صريح حديث الثقلين .
من هذا المنطلق نقرأ وصيّة أبي بكر : « ارقبوا محمّداً في أهل بيته » (٢) ؛ فنحن لا نشكّ في أنّه يعلم جيّداً مكانة أهل البيت السماوية عند الله ورسوله ، يرشدك إلى ذلك إصرار أبي بكر على الاعتذار من فاطمة لترضى عنه ، لكنّها صلوات الله عليها ماتت وهي واجدة عليه وعلى عمر ـ كما في البخاري (٣) ـ ولم يُصَلِّ عليها أبو بكر ولم يُؤْذَنْ هو ولا عمر بحضور جنازتها ، وذلك بوصية منها (٤) .
ومن ذلك قوله : « ليتني لم أكشف عن بيت فاطمة » (٥) .
فهذا وما سبقه لو جمع مع ما رواه مسلم وغيره عن زيد بن أرقم الذي قال : « قام رسول الله يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خُمّاً بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذَكَّر ثمّ قال :
______________________
(١) رياض الصالحين للنووي : ٨١ ، الباب ٤٣ ح ٣٤٧ .
(٢) انظر صحيح البخاري ٣ : ١٣٦١ / ح ٣٥٠٩ ، ٣ : ١٣٧ / ح ٣٥٤١ .
(٣) صحيح البخاري ٤ : ١٥٤ / ح ٢٩٩٨ ، وانظر ٣ : ١١٢٦ / ح ٢٩٢٦ ، وفيه : فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فهجرت ابا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت .
(٤) صحيح البخاري ٤ : ١٥٤٩ / ح ٣٩٩٨ ، مصنف عبد الرزاق ٥ : ٤٧٢ / ح ٩٧٧٤ .
(٥) انظر تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٣٧ ، وفيه : ليتني لم أُفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأُدخله الرجال ولو كان أغلق على حرب ، وشرح النهج ٢ : ٤٧ و ٢٠ : ٢٤ والمتن عنه .