فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً ، فركب راحلته وقصد المدينة [ من الشام ] ، فأتى قبر النبي صلىاللهعليهوآله فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه (١) .
وفي مستدرك الحاكم : أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر فأخذ برقبته فقال : أتدري ما تصنع ؟ قال : نعم ، فاقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري ؟ ، فقال : جئت رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم آت الحجر ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله ، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (٢) .
حتّى وصل الأمر بمحمد بن عبد الوهاب ان يستنقص الرسول في قوله : عصاي خير من رسول الله ، لأنّها تفيدني ورسول الله مسلوب المنفعة عنه اليوم ، لأنّه ميت ليس له ارتباط بعالم الدنيا والعياذ بالله .
مع أنّهم يقرءون في القرآن والأحاديث ما يلزمهم التسليم عليه صلىاللهعليهوآله في الصلاة ، فلو كان ميتاً لا يفقه ـ والعياذ بالله ـ فما يعني التسليم عليه في الصلاة والتوجّه إليه بلفظ الخطاب « السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته » .
وعليه فهذا الاعتقاد الفاسد قد يسوق الآخرين للقول بأنّ المسيح والبوذي لو عملا بالاحكام الشرعية الإسلامية فهي منجيه لهما وإن لم يشهدا بالشهادتين ، لأن المهم عند هؤلاء الأعمال لا الايمان .
______________________
(١) تاريخ دمشق ٧ : ١٣٦ / ت ٤٩٣ ، تاريخ الإسلام ١٧ : ٦٧ ، أسد الغابة ١ : ٢٠٨ ، التحفة اللطيفة ١ : ٢٢١ .
(٢) مستدرك الحاكم ٤ : ٥٦٠ ، تاريخ دمشق ٥٧ : ٢٥٠ ، سبل الهدى والرشاد ١٢ : ٣٩٨ . ورواه أحمد أيضاً في مسنده ٥ : ٤٢٢ / ح ٢٣٦٣٣ ، وليس فيه : فأخذ برقبته .