ويؤيّد ذلك نصّ الإمام مالك والذي فيه :
|
أنّه بلغه أن المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائماً فقال : الصلاة خير من النوم ، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح (١) . |
وبعد هذا البيان فليس من المستهجن التأكيد على ما ادعيناه من أن جملة : « الصلاة خير من النوم » وضعت مقابلةً لجملة « حي على خير العمل » الدالة على إمامة أهل البيت ، لأن عمر بن الخطاب على أَثر بغضه لأهل البيت سعى لتضعيف إمامتهم الألهية وذلك برفع الحيعلة الثالثة من الأذان ، واضعاً مكانها جملة « الصلاة خير من النوم » حباً بأبي بكر وتقوية لخلافته ، لأنّه من خلال هذه الخلافة ستستحكم خلافته بعد أبي بكر لا محالة .
ونحن قد رسمنا خارطة هذه الفكرة وأصولها على ضوء أقوال الإمام الكاظم عليهالسلام وبيانه لاسباب منع عمر من الحيعلة الثالثة ، لانا وضحنا سابقاً دواعي (الرفع) و (الوضع) وانهما متلازمان ، لكونهما وجهان لعملة واحدة ، فلا يمكن أن نقتصر على رأي فئة دون النظر إلى آراء الفئة الأخرى بل علينا ان ندرسهما معاً ، فكانت حصيلة ذلك هذه الأُطروحة .
______________________
(١) الموطأ ١ : ٧٢ / باب ما جاء في النداء للصلاة / ح ١٥٤ .