صويحبات يوسف كنّ يردن إطاعة يوسف لهن فيما أردن ، مع أنّ ذلك كان فيه معصية الله .
وقد تكون الجملة صدرت من النبي لتواطئهما على تنصيب أبي بكر للصلاة دون رضاه ، وهذا هو الذي حكاه ابن أبي الحديد عن شيخه أبي يعقوب بن إسماعيل اللمعاني حول ما دار بين أمير المؤمنين وعائشة ، جاء فيه :
|
« ... وكان علي عليهالسلام يذكر هذا لأصحابه في خلواته كثيراً ، ويقول إنّه لم يقل صلىاللهعليهوآله : « إنّكنّ لَصُوَيحبات يوسف » إلّا إنكاراً لهذه الحال وغضباً منها ، لأنّها [ أي عائشة ] وحفصة تبادرتا إلى تعيين أبويهما ، وأنّه استدركها بخروجه وصرفه عن المحراب ، فلم يُجْدِ ذلك ولا أثَّرَ ، مع قوّة الداعي الذي كان يدعو إلى أبي بكر ويمهّد له قاعدة الأمر ؛ وتقرّر حاله في نفوس الناس ومن اتّبعه على ذلك من أعيان المهاجرين والأنصار .... فقلت له رحمه الله : أفتقول أنت : إنّ عائشة عيّنت أباها للصلاة ورسول الله لم يعيّنه ؟ فقال : أمّا أنا فلا أقول ذلك ، ولكنّ عليّاً كان يقوله ، وتكليفي غير تكليفه ، كان حاضراً ولم أكن حاضراً ... » (١) . |
بل هناك نصوص أخرى تشير إلى أنّ هناك محاولة من جهات خاصّة لتنصيب آبائهم هذا المنصب ورسول الله لا يريده ، بل يؤكّد طلبه على دعوة الإمام علي ، وسنأتي بتلك الأخبار في آخر الكتاب .
وفي سنن ابن ماجة بسنده عن الأرقم بن شرحبيل عن ابن عباس قال :
______________________
(١) شرح نهج البلاغة ٩ : ١٩٧ ـ ١٩٨ .