فلنا أن نحتمل بحسب هذا المنهج عدم اكتفاء عمر بن الخطاب برفع الحيعلة الثالثة ، وسعيه لوضع « الصلاة خير من النوم » مكانها انطلاقاً من أنّه رائد مدرسة الاجتهاد في مقابل النص ، وانطلاقاً من أنّه اتّهم النبي بالهجر في مرض موت الرسول = رزية الخميس ، لأنّه أراد ان يصرح باسم الإمام علي ، إلى غير ذلك مما هو معروف عنه . .
واستمرار سياسة التحريف والتحكيم في العهد الأموي ودعوة معاوية إلى الرواية في فضائل عثمان (١) .
ولمّا فشى الحديث في فضل عثمان كتب إليهم : فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّلين ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تُراب إلّا وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإنّ هذا أحبّ إليّ وأقرّ لعيني وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته وأشدّ عليهم من مناقب عثمان وفضله (٢) .
هذه الثوابت تقوّي احتمال أن يكون عمر بن الخطاب لم يرفع الحيعلة الثالثة دفعاً لولاية علي فقط ، بل كان يريد أن يضع مكانها شيئاً آخر .
خاصّة وأنّ جوهر الصراع بين عُمَر وأهل البيت عليهمالسلام كان في الخلافة والإمامة وقد جاء هذا برفع « حي على خير العمل » والمنع من تدوين السنّة الصحيحة ـ خاصّة تلك الروايات الدالة على إمامة علي وأهل البيت عليهمالسلام ـ وأنّه كان لا يكتفي
______________________
(١) شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٤ ـ في ذكر ما مني به آل البيت من الأذى والاضطهاد ، الاحتجاج ٢ : ١٧ .
(٢) شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٥ .