شرّعت لإيقاظ النائم ؛ فهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخرة عوضاً عن الأذان الأوّل ، ثمّ قال : وإذا عرفت هذا هان عليك ما اعتاده الفقهاء من الجدال في التثويب هل هو من ألفاظ الأذان أو لا ، وهل هو بدعة أو لا » (١) .
وقال الشوكاني نقلا عن البحر الزخار : أحدثه عمر فقال ابنه : هذه بدعة . وعن عليّ حين سمعه : لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه (٢) .
وقال المعدّ لكتاب « الصلاة خير من النوم حقيقة أم اتهام » المطبوع حديثاً :
إنّ الأذان للفجر (٣) في زمن الرسول كان ينادى به مرتين ، إحداها قبل الوقت والآخر للوقت ، ولذلك ذهب جمهور من العلماء إلى جواز النداء والأذان للفجر قبل دخول وقتها ، وهو ما يسمى بأذان الفجر الأوّل يكون امتداد شرعيته وجواز النداء به بعد منتصف الليل وحتى طلوع الفجر ، وأما الغرض من هذا الأذان فإنما كان للتنبيه وإشعار الناس بقرب حلول الفجر ، فيتحضروا له ويستعدوا لأدائه ، إلى أن يقول :
وعلى هذا فالصلاة خير من النوم فقط مشروع في الأذان للفجر ، ومحله في الأذان الأول ، وهو أذان مشروع من الرسول ، ولمّا لم يعد هناك أذان أوّل في بعض البلدان استعمل هذا اللفظ في الأذان الثاني للدلالة على التنبيه والتحذير (٤) .
______________________
(١) سبل السلام ١ : ١٢٠ .
(٢) نيل الاوطار ٢ : ١٨ .
(٣) أي أنّه يريد أن يقول بأنّها لم تشرع في أذان الفجر بل وضعت في الأذان للفجر وهو الأذان الأول ، فتأمّل .
(٤) الصلاة خير من النوم حقيقة أم اتهام لعلاء الدين البصير .