وفي الاستغاثة في بدع الثلاثة بعد ذكر لروايات أبناء الجمهور في صلاة أبي بكر وإرجاع النبي إيّاه ، قال :
وأمّا رواية أهل البيت عليهمالسلام في تقديمه للصلاة ، فإنّهم رووا أنّ بلالاً صار إلى باب رسول الله فنادى : الصلاة ، وكان قد أغمي على رسول الله صلىاللهعليهوآله ورأسه في حجر علي عليهالسلام ، فقالت عائشة لبلال : مُرِ الناس أن يقدّموا أبا بكر ليصلّي بهم ، فإنّ رسول الله مشغول بنفسه . فظنّ بلال أنّ ذلك عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال للناس : قدّموا أبا بكر فيصلّي بكم .
فتقدّم أبو بكر ، فلمّا كبّر أفاق رسول الله صلىاللهعليهوآله من غشوته ، فسمع صوته ، فقال علي عليهالسلام : ما هذا ؟ قالت عائشة : أمرتُ بلالاً يأمر الناس بتقديم أبي بكر يصلّي بهم ، فقال صلىاللهعليهوآله : أسندوني ، أما إنّكُنَّ كصويحبات يوسف ... فجاء صلىاللهعليهوآله إلى المحراب بين الفضل وعلي ، وأقام أبا بكر خلفه (١) .
فهذه النصوص لو جُمِعَ كلّ واحد منها إلى الآخر لأوصَلَتِ القارئ معنا إلى أنّ النهج الحاكم كان يريد رسم أُصوله على ضوء الثوابت وقد عرفت بأنّ عمر بن الخطاب غيّر الحيعلة الثالثة بـ « الصلاة خير من النوم » لأهداف سياسية لم يبح بها فظلّت في مكنون نفسه ، لكنّها واضحة للباحث اللبيب ، يقف عليها من خلال تعرّفه على تسلسل حلقات القضية الموجودة بين ثنايا التراث الإسلامي ـ سنة وشيعة ـ ووحدة الحدث من قبل عمر بن الخطاب رفعاً ووضعاً والنتيجة المرجوة من ذلك .
______________________
(١) الاستغاثة في بدع الثلاثة : ١١٧ .