مستوفية الشروط ، واحذروا الشّرك ، ولا تكونوا بعد الإيمان بوحدانية الله مشركين به غيره ، فلا تقصدوا في عبادتكم غير الله تعالى ، بل كونوا موحّدين مخلصين لله العبادة. والمشركون : هم كل من عبد مع الله إلها آخر ، من بشر أو جماد أو كوكب أو غير ذلك.
وأوصاف المشركين : هم الذين فرّقوا دينهم ، أي اختلفوا فيما يعبدونه بحسب اختلاف أهوائهم ، فبدّلوا فطرة التوحيد ، وصاروا فرقا مختلفة ، وأحزابا متباينة ، كل فرقة وحزب فرحون بما عندهم ، مفتونون بآرائهم ، معجبون بضلالهم.
وهذه حملة شديدة على الفرق الضّالّة والمذاهب المنحرفة ، تدعو أهل البصيرة والوعي إلى أن يبادروا إلى توحيد عقيدتهم والعمل بشريعة ربّهم التي أنزلها على خاتم النّبيّين محمد صلىاللهعليهوسلم.
تناقض المشركين
من المستغرب صنع بعض الناس وتناقضهم ، فتراهم يقبلون على ربّهم وقت الشّدة الخانقة والأزمة المستعصية ، فلا يجدون سواه ملجأ لتفريج الكروب ، حتى إذا ما رفع عنهم البلاء ، وزال عنهم البأس ، تنكّروا لخالقهم المنعم عليهم بدفع النقمة ورفع الشّدّة ، وهذا واضح من فعل عبدة الأصنام وبعض الكافرين الذين يعبدون الله من أجل الدنيا والمنفعة ، فإن أعطوا منها رضوا ، وإن منعوا منها سخطوا ، وعلى هؤلاء أن يدركوا أن مفتاح الرزق بيد الله تعالى ، يمنح من يشاء ، ويحجب النعمة عمن يشاء ، بحسب ما يرى من الحكمة والمصلحة لعبادة ، وهذا ما أبانته الآيات الآتية :
(وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ