فسدّده إلى الطريق. وكل ذلك رعاية وعناية ، وحماية وعصمة من الله لموسى ، ليعدّه لتحمل عبء الرسالة ، ومنصب النبوة ، وأخذ التوراة.
زواج موسى عليهالسلام
بدأت مرحلة جديدة في حياة موسى عليهالسلام ، بعد توجّهه إلى أرض مدين بفلسطين ، تميّزت بالاستقرار لمدة عشر سنوات ، حين تزوج بابنة شعيب عليهالسلام ، ورعيه غنمه تلك المدة ، وبعد انتهائها وعزمه العودة إلى مصر ، حدثت النعمة الكبرى على موسى وهي إيتاؤه الرّسالة والنّبوة وتلقّي التوراة. وكان هذا الزواج لما تمتع به موسى عليهالسلام من قوة الرّجولة ، وعظمة الأمانة ، وهاتان صفتان هما مطمح المرأة وأملها في الرجل الذي تريده زوجا لها ، وليس هناك أجمل ولا أجلى مما صوره القرآن الكريم من قصة هذا الزواج المبارك ، قال الله تعالى :
(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ (٢٢) وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣) فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (٢٤) فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٥) قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (٢٦) قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ (١) (٢) (٣) (٤) (٥) (٦) (٧)
__________________
(١) جهة مدين.
(٢) جماعة كثيرة.
(٣) أي تمنعان غنمهما عن الماء خوفا من السّقاة الأقوياء.
(٤) ما شأنكما؟
(٥) ينصرف الرّعاة عن مورد الماء.
(٦) تكون لي أجيرا في رعي الغنم.
(٧) أي ثماني سنوات.