الخبر والسبب ، فقصّتا عليه ما فعل موسى عليهالسلام ، فبحث إحداهما إليه ، لتدعوه إلى أبيها ، فجاءت إحداهما تمشي مستحيية مشي الحرائر الأباة ، فقالت له في أدب وحزم : إن أبي يطلبك ليكافئك على إحسانك لنا. فلما جاء موسى إلى شعيب الشيخ ، وقصّ عليه قصّته مع فرعون وقومه ، قال له : لا تخف واطمئن ، لقد نجوت من سطوة القوم الظالمين.
فقالت إحدى ابنتي الشيخ الكبير : يا أبت استأجره لرعي هذه الغنم ، فإن خير مستأجر لها هو ، لأنه الرجل الأبي القوي ، المؤتمن الذي لا يخون.
قال شعيب : يا موسى ، إني أريد مصاهرتك وتزويجك إحدى هاتين البنتين ، فاختر ما تشاء ، على أن يكون المهر خدمة من المنافع : وهي رعاية غنمي ثماني سنين ، فإن تبرعت بزيادة سنتين ، فهو إليك ، وما أريد إيقاعك في شيء من المشقة والحرج ، وستجدني إن شاء الله من الصالحين ، المحسنين المعاملة ، ولين الكلام أو الخطاب ، والفعل.
فقال موسى لعمّه الصّهر : الأمر على ما قلت في اختيار إحدى البنتين ، والوفاء بإحدى المدّتين : ثماني أو عشر سنين ، ولا مجاوزة للحدّ ، ولا حرج من اختيار إحدى المدّتين ، أو لا تبعة علي من قول ولا فعل ، والاتّفاق موثق بيني وبينك في ثماني سنوات ، والله على ما نقول شاهد قائم بالأمور ، وبعد إتمام عقد الزواج أمر شعيب موسى أن يسير إلى بيت فيه عصي ، فيأخذ منه عصا لرعيه الغنم في مدين.
إيتاء موسى عليهالسلام النّبوة في جبل الطّور
أتم موسى عليهالسلام أكمل المدّتين عشر سنوات ، في رعي غنم شعيب عليهالسلام في مدين ، ثم عزم على العودة إلى مصر ، لزيارة أقاربه ، مصحوبا بزوجته ، ولكنه في طريق العودة ، حدث التحول الجديد الأعظم في حياته ، حين كلّمه ربّه في