صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد».
والصلاة والسلام على النبي واجبة مرة في العمر ، عملا بالأمر المقتضي للوجوب ، وهو : (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا) وهي حينئذ مثل كلمة التوحيد ، لأن الأمر لا يقتضي التكرار ، وإنما يدل على الماهية المطلقة عن قيد التكرار والمرة. ويسن الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله في المناسبات المختلفة ولا سيما في يوم الجمعة وعند زيارة قبره صلىاللهعليهوسلم ، وبعد النداء للصلاة ، وفي صلاة الجنازة. أخرج الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رغم أنف رجل ذكرت عنده ، فلم يصلّ علي ..».
وشأن التشريف والتعظيم للنبي من الله وملائكته والأمر بالصلاة والسلام عليه ، يستوجب تحريم الأذى والإخلال بقدره ، لذا عقب الله ذلك بالتهديد بالعقاب لكل مؤذ ، فإن الذين يصدر منهم إيذاء الله ورسوله ، لعنهم الله في الدنيا والآخرة ، وطردهم من رحمته وأبعدهم عن كل خير ، وأعد لهم عذابا ذا إهانة وإذلال وتحقير في نار جهنم. وإيذاء الله معناه : الكفر به ، ونسبة الصاحب والولد والشريك إليه ، ووصفه بما لا يليق به.
أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن أبي قتادة رضي الله عنه في الآية : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال فيما يروي عن ربه عزوجل : «شتمني ابن آدم ، ولم ينبغ له أن يشتمني ، وكذبني ولم ينبغ له أن يكذبني ، فأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد ، وأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني» ، أي إنه ينكر البعث.
وإيذاء الرسول صلىاللهعليهوسلم : يكون بما يؤذيه من الأقوال والأفعال ، كأن يقال عنه : إنه ساحر ، أو شاعر ، أو كاهن أو مجنون. وروي عن ابن عباس : أن الآية نزلت في الذين طعنوا على النبي صلىاللهعليهوسلم في تزوجه صفية بنت حيي بن أخطب.