ثم ذكر الله تعالى عقاب المؤذين لأهل الإيمان ، فإن الذين يصدر منهم الأذى للمؤمنين والمؤمنات بالأفعال والأقوال القبيحة ، والبهتان ، والكذب الفاحش المختلق ، سواء فيما يمس العرض أو الشرف أو المال ، بأن ينسبوا إليهم ما لا علم لهم به ولم يفعلوه ، فإنهم تحملوا البهتان أي الفعل الشنيع ، أو الكذب الشائن ، وارتكبوا ما يوجب الوقوع في الإثم والذنب الواضح.
ومن أشد أنواع الأذى للمؤمنين : الطعن بالصحابة ، والغيبة ، واستباحة عرض المسلم ، والتعييب والتحقير ، والإنقاص ، والهمز واللمز ، والإتلاف والاعتداء على النفس والمال. ويستثني من ذلك حالة الرعاية والتأديب لأغراض شريفة أو كريمة.
إن صون حرمة المؤمن واجب شرعي ، وأدب أخلاقي كريم ، لا سيما في أثناء الغيبة.
وإن إيذاء الله بالكفر به ، وإيذاء الرسول بالطعن بشيء من تصرفاته ، أو الإساءة لأهله ، جرم عظيم وفعل شنيع.
الحجاب وجزاء المنافقين
لا يمكن لأحد الادعاء بأن المرأة ليست فتنة للرجل ، بشعرها وسواعدها وأرجلها وسائر جسدها ، بدليل إدامة النظر إليها ما لم يكن هناك شاغل أو مانع خلقي أدبي أو ديني ، والواقع خير شاهد ، ولا مكابرة فيه وبرهان ذلك الأمر الإلهي الدائم بغض النظر من الرجل والمرأة ، لذا نظم الشرع الحنيف العلاقة بين الرجل والمرأة ، فأقامها على الحق والعدل ، وصان المرأة من كل ذرائع الافتتان بها أو إيذائها ، وذلك بما لا داعي لستره وهو جميع جسدها ما عدا الوجه والكفين ، على المعتمد المحقق شرعا. وأما المنافقون فهم أداة إفساد وتفريق ، وداء مرضي ضار ، فكان من الطبيعي كشفهم