بعمله ، وأن المسرفين المتجاوزين الحد في المعاصي : هم أهل النار الذين يصيرون إليها.
وسوف تتذكرون وتدركون صدق قولي لكم من الالتزام بأوامر الله ونواهيه وثمرة نصحي وإرشادي ، حين ينزل بكم العذاب ، وإني أفوض أمري إلى الله وأستعين به ليعصمني من كل سوء ، فإن الله مطلع على أمور عباده ، خبير بهم ، فيهدي مستحق الهداية المستعد لها ، ويضل مستحق الضلالة الحريص عليها.
وأما مصير الرجل المؤمن من آل فرعون : النجاة ، حيث حفظه الله ، وحماه في الدنيا ، من سوء مكرهم ، وتآمرهم على قتله ، وأحاط سوء العذاب بآل فرعون في الدنيا بالغرق في البحر ، وسيعذبون في الآخرة.
ويعرض آل فرعون بأرواحهم في قبورهم على النار في الصباح والمساء من أيام الدنيا إلى قيام القيامة ، أي إنهم يعذبون في القبور ، ويقال للملائكة يوم القيامة : أدخلوا آل فرعون في جهنم ، حيث يكون العذاب فيها أشد وأعظم ، قال الهذيل بن شرحبيل والسدي : إن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود ، تروح بهم ، وتغدو إلى النار.
الجدل بين أهل النار
يبادر الإنسان حينما يقع في فخ الحقيقة والجزاء إلى تقاذف المسؤولية ولوم الآخرين ، وينسى نفسه وتقصيره ، وذلك في الدنيا ، أو في حال العذاب في نار الآخرة ، وهذا واقع قائم بين السادة والأتباع ، حيث يشتد الجدل بينهم في ذلك المقر ، ويحاول كل فريق إلصاق التهمة بغيره والتملص من المؤاخذة ، ولكن لا جدوى ولا فائدة من هذا الجدال ، ولا يقبل عذر من المقصرين والظلمة ، ويكون الفوز