اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٣)) [العنكبوت : ٢٩ / ٦٩ / ١٦ ـ ٢٣].
المعنى : واذكر أيها النّبي إبراهيم ودعوته ، وهي كقصة نوح أيضا تمثيل وتشبيه لقريش ، فلقد كان النمرود وأهل مدينته عبدة أصنام ، فدعاهم إبراهيم عليهالسلام إلى توحيد الله تعالى وعبادته وتقواه ، ثم نبّههم إلى ما هم عليه من الضّلال ، فإن توحيد الله وترك الأصنام خير لكم في الدنيا والآخرة ، إن كنتم من أهل الوعي والإدراك والعلم ، تميزون به بين الخير والشّر.
وهذان دليلان على التوحيد :
الأول ـ إن ما تعبدون من غير الله من الأصنام ، ما هي إلا أوثان ، وأشياء مصنوعة من الأحجار ، فلا تضرّ ولا تنفع ، وإنما اختلقتم لها أسماء ، فسمّيتموها آلهة ، وادّعيتم أن لها شفاعة لكم عند ربّكم ، وإنما هي مخلوقة أمثالكم ، فأنتم تختلقون الكذب بوصفها آلهة.
والدليل الثاني ـ إن تلك الأوثان التي تعبدونها من غير الله ، لا تستطيع أن تجلب لكم رزقا ، فكيف تعبدونها؟ فاطلبوا الرزق من عند الله تعالى ، لا من عند غيره من الأوثان ونحوها ، واعبدوه وحده ، واشكروا له على ما أنعم به عليكم من الفضل والإنعام ، فإنما إليه مرجعكم يوم القيامة ، ليحاسبكم على أعمالكم.
ودليل صدق رسالة إبراهيم عليهالسلام في مخاطبة قومه : وإن تكذّبوني في رسالتي ، فلا تضروني أبدا ، فقد كذبت الرسل أمم سابقة ، وقد بلغكم ما حلّ بهم ، من العذاب والانتقام ، ولا يكلّف الرسول إلا بتبليغ ما أمره الله تعالى به من الرسالة ، تبليغا واضحا كاملا ، فاحرصوا على إسعاد أنفسكم بالإيمان بالله تعالى.
وأما دليل الأصل الثالث في عقيدة الإيمان : وهو البعث والمعاد ، فهو أن تنظروا