قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٩ ]

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٩ ]

100/639
*

سورة «حم عسق» مكية إلا آيات

بسم الله الرّحمن الرّحيم

قوله تعالى : (حم (١) عسق (٢) كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(٥)

قوله ـ عزوجل ـ : (حم. عسق).

قال بعضهم (١) : (حم) هو اسم من أسماء الله تعالى.

وقيل : هو اسم من أسماء القرآن.

وقال بعضهم : (حم) أي : قضى ما هو كائن. وقد ضعف هذا القول ابن عباس ، رضي الله عنه.

والصحيح من الأقوال : أن (حم) خبر مبتدأ محذوف ، و (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) خبره (مِنَ اللهِ) صفة الكتاب ، والتقدير : هذا (حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ)(٢)(الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).

وقال بعضهم في (حم. عسق) : عين عبارة عن عذابه ، والسين عن المسخ ، والقاف كناية عن القذف ، يقول صاحب هذا القول : يخرج عين من الأرض فيها عذاب ، ويمسخ رجل من هذه الأمة بالبادية فيقذفه الناس بالحجارة ، والله أعلم.

وقال بعضهم ـ وهو قول ابن عباس ـ : حم سق على إسقاط حرف العين ، ثم يقول : السين كل فرقة تكون ، والقاف كل جماعة تكون.

وذكر : كان يعلم علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ حساب العين ، وكذلك ذكر في ابن مسعود وأبي ـ رضي الله عنهما ـ وحم سق على طرح العين.

وقال بعضهم : العين عبارة عن العذاب ، والسين عبارة عن سيكون ، والقاف عبارة عن الوقوع ، أي : قضى ما سيكون ذلك ، والله أعلم. وذكر عن جعفر بن محمد بن علي ـ رضي الله عنهم ـ قال : العين عبارة عن العذاب ، والسين عبارة عن سيكون ، ولم يفسر القاف وقال : عجب أو كلام نحوه ، والله أعلم.

وقال بعضهم (٣) : العين عبارة عن علمه ، والسين السلام ، والقاف عبارة عن القدرة ، وكذا محتمل.

__________________

(١) ـ قاله ابن عباس ، أخرجه أبو يعلى وابن عساكر بسند ضعيف كما في الدر المنثور (٥ / ٦٩٢).

(٢) كذا في أ ، وهو تقدير يوافق أول «غافر».

(٣) ـ قاله ابن عباس كما في تفسير البغوي. (٤ / ١١٩).