تعالى؟ قال : قريب من المحسنين.
ثم عظم سبحانه وتعالى ذلك اليوم فقال : (وَما أَدْراكَ) أي : وما أعلمك وإن اجتهدت في تطلب الدراية به (ما يَوْمُ الدِّينِ) أي : أيّ شيء هو في طوله وهوله وفظاعته وزلزاله.
ثم كرره تعجبا لشأنه فقال تعالى : (ثُمَّ ما أَدْراكَ) أي : كذلك (ما يَوْمُ الدِّينِ) أي : إنّ يوم الدين الذي بحيث لا تدرك دراية دار كنهه في الهول والشدّة ، وكيفما تصوّرته فهو فوق ذلك وعلى أضعافه. والتكرير لزيادة التهويل.
ثم أجمل تعالى القول في وصفه فقال سبحانه : (يَوْمَ لا تَمْلِكُ) أي : بوجه من الوجوه في وقت ما (نَفْسٌ) أي : أيّ نفس كانت (لِنَفْسٍ شَيْئاً) أي : قل أوجل ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو برفع يوم على أنه خبر مبتدأ مضمر ، أي : هو يوم. وجوّز الزمخشري أن يكون بدلا مما قبله ، يعني : يوم الدين ، والباقون بالفتح بإضمار أعني أو اذكر.
(وَالْأَمْرُ) أي : كله (يَوْمَئِذٍ) أي : إذ كان البعث للجزاء (لِلَّهِ) أي : ملك الملوك لا أمر لغيره فيه فلا يملّك الله تعالى في ذلك اليوم أحدا شيئا كما ملكهم في الدنيا.
وقول البيضاوي تبعا للزمخشري إنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «من قرأ سورة انفطرت كتب الله له بعدد كل قطرة من السماء حسنة وبعدد كل قبر حسنة» (١). حديث موضوع.
__________________
(١) ذكره الزمخشري في الكشاف ٤ / ٨١٧.