وقوله* ع* : «من حمى مؤمنا من منافق يغتابه ، بعث الله ملكا يحميه يوم القيامة» (١).
وقوله تعالى : (وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) يريد يوم القيامة ، قال الزّجّاج (٢) ، و (الْأَشْهادُ) : جمع شاهد ، وقال الطبري (٣) : جمع شهيد ، كشريف وأشراف ، و (يَوْمَ لا يَنْفَعُ) بدل من الأوّل ، والمعذرة ، مصدر ، كالعذر ، ثم أخبر تعالى بقصّة موسى وما آتاه من النبوة ، تأنيسا لمحمّد ، وضرب أسوة وتذكيرا بما كانت العرب تعرفه من أمر موسى ، فبيّن ذلك أن محمّدا ليس ببدع من الرسل ، والهدى : النّبوّة والحكمة ؛ التوراة تعمّ جميع ذلك.
وقوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) قال الطبريّ (٤) : (الْإِبْكارِ) : من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وقيل : من طلوع الشمس إلى ارتفاع الضّحى ، وقال الحسن : (بِالْعَشِيِ) يريد صلاة العصر ، (وَالْإِبْكارِ) يريد صلاة الصبح (٥).
وقوله تعالى : (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) [أي : ليسوا على شيء ، بل في صدورهم كبر] (٦) وأنفة عليك ، ثمّ نفى أن يكونوا يبلغون آمالهم بحسب ذلك الكبر ، ثم أمره تعالى بالاستعاذة بالله في كلّ أمره من كلّ مستعاذ منه.
(لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (٥٨) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ)(٥٩)
وقوله تعالى : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) : فيه توبيخ لهؤلاء
__________________
ـ كلهم بنحوه.
قال الترمذي : هذا حديث حسن.
(١) أخرجه أبو داود (٢ / ٦٨٧) ، كتاب «الأدب» باب : من رد عن مسلم غيبته برقم : (٤٨٨٣) ، والبخاري في «التاريخ الكبير» (١ / ٣٧٧) برقم : (١١٩٥)
(٢) ينظر : «معاني القرآن» (٤ / ٣٧٦)
(٣) ينظر : «تفسير الطبري» (١١ / ٧٠)
(٤) ينظر : «تفسير الطبري» (١١ / ٧١)
(٥) ذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ١٠١) ، وابن عطية في «تفسيره» (٤ / ٥٦٥) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٦٦١) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد عن قتادة.
(٦) سقط في : د.