معاذ ، فقال : وأنا سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحكي عن ربّه : قال : «حقّت محبّتي على المتحابّين فيّ ، وحقّت محبّتي على المتزاورين فيّ ، وحقّت محبّتي على المتباذلين فيّ ، ، والمتحابّون في الله على منابر من نور في ظلّ العرش يوم لا ظلّ إلّا ظلّه» (١) انتهى من «التمهيد».
(يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (٧١) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ)(٧٣)
وقوله تعالى : (يا عِبادِ) المعنى : يقال لهم ، أي : للمتقين ، وذكر الطبريّ (٢) عن المعتمر عن أبيه أنه قال : سمعت أنّ الناس حين يبعثون ليس منهم أحد إلّا فزع ، فينادي مناد : يا عبادي ، لا خوف عليكم اليوم ، ولا أنتم تحزنون ، فيرجوها الناس كلّهم ، فيتبعها : (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ) قال : فييئس منها جميع الكفّار.
وقوله : (الَّذِينَ آمَنُوا) نعت للعباد ، و (تُحْبَرُونَ) معناه : تنعمون وتسرّون ، و «الحبرة» : السرور ، و «الأكواب» : ضرب من الأواني ؛ كالأباريق ، إلّا أنها لا آذان لها ولا مقابض.
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (٧٤) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦) وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ)(٧٧)
وقوله تعالى : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ) يعني : الكفّار ، و «المبلس» : المبعد اليائس من الخير ؛ قاله قتادة وغيره (٣) ، وقولهم : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) أي : ليمتنا ربّك ؛ فنستريح ، فالقضاء في هذه الآية : الموت ؛ كما في قوله تعالى : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) [القصص : ١٥] ، وروي في تفسيره هذه الآية عن ابن عبّاس ؛ أنّ مالكا يقيم بعد سؤالهم ألف سنة ، ثم حينئذ
__________________
(١) أخرجه الحاكم (٤ / ١٦٩) ، وأحمد (٥ / ٢٣٩) ، وابن حبان (٨ / ١٩١) (٢٥١٠) ، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٢ / ١٣١).
قال الحاكم : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ا ه. ووافقه الذهبي.
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠ / ٢٨٢) : رواه عبد الله بن أحمد ، والطبراني باختصار ، والبزار بعد حديث عبادة فقط ، ورجال عبد الله ، والطبراني وثقوا.
(٢) ينظر : «تفسير الطبري» (١١ / ٢٠٩)
(٣) أخرجه الطبري (١١ / ٢١٢) برقم : (٣٠٩٨٩) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٦٤)