الأحاديث عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ؛ أنّه قال : «تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان ، حتّى إنّ الرجل لينكح ويولد له ، ولقد خرج اسمه في الموتى (١)» وقال قتادة ، والحسن ، ومجاهد : يفصل في ليلة القدر كلّ ما في العام المقبل ، من الأقدار ، والأرزاق ، والآجال ، وغير ذلك ، و (أَمْراً) نصب على المصدر (٢).
وقوله : (إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) يحتمل أن يريد الرسل والأشياء ، ويحتمل أن يريد الرحمة التي ذكر بعد ، واختلف الناس في «الدخان» الذي أمر الله تعالى بارتقابه ، فقالت فرقة ؛ منها عليّ ، وابن عبّاس ، وابن عمر ، والحسن بن أبي الحسن ، وأبو سعيد الخدريّ : هو دخان يجيء قبل يوم القيامة ، يصيب المؤمن منه مثل الزكام ، وينضح رؤوس المنافقين والكافرين ، حتى تكون كأنّها مصليّة حنيذة (٣) ، وقالت فرقة ، منها ابن مسعود : هذا الدخان قد رأته قريش حين دعا عليهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم بسبع كسبع يوسف ، فكان الرجل يرى من الجوع دخانا بينه وبين السماء (٤) ؛ وما / يأتي من الآيات يؤيّد هذا التأويل ، وقولهم : (إِنَّا مُؤْمِنُونَ) كان ذلك منهم من غير حقيقة ، ثم قال تعالى : (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى) أي : من أين لهم التّذكّر والاتعاظ بعد حلول العذاب؟ (وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) يعني : محمّدا صلىاللهعليهوسلم ف (تَوَلَّوْا عَنْهُ) ، أي : أعرضوا (وَقالُوا : مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ).
وقوله : (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) أي : إلى الكفر ، واختلف في يوم البطشة الكبرى ، فقالت فرقة : هو يوم القيامة ، وقال ابن مسعود وغيره : هو يوم بدر (٥).
(أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ
__________________
(١) أخرجه الديلمي في «مسند الفردوس» (٢ / ١١٥) (٢٢٢٨) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٦) ، وذكره الهندي في «كنز العمال» (١٥ / ٦٩٤) (٤٢٧٨٠) وكلاهما عزاه إلى ابن زنجويه.
(٢) أخرجه الطبري (١١ / ٢٢٢) برقم : (٣١٠٣٥) عن مجاهد ، (٣١٠٣٦ ـ ٣١٠٣٧) عن قتادة ، وذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ١٤٨) ، وابن عطية (٥ / ٦٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» ، وعزاه إلى عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن نصر ، والبيهقي عن قتادة.
(٣) ذكره ابن عطية (٥ / ٦٩)
(٤) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٧٤٤) ، وعزاه إلى البيهقي في «دلائل النبوة».
(٥) أخرجه الطبري (١١ / ٢٣٠) برقم : (٣١٠٧٠) عن ابن مسعود ، (٣١٠٧١) عن مسروق ، (٣١٠٧٢) عن ابن مسعود ، (٣١٠٧٣ ـ ٣١٠٧٤) عن مجاهد ، (٣١٠٧٥) عن أبي العالية ، (٣١٠٧٦) عن ابن عبّاس ، (٣١٠٧٩) عن أبي بن كعب ، (٣١٠٨٠) عن الضحاك ، وذكره ابن عطية (٥ / ٧٠) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٧٤٥) ، وعزاه إلى ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه.