عزوجل ، ثمّ يقول : اللهمّ ، إنّي أتوب إليك منها ، لا أرجع إليها أبدا ، فإنّه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك» رواه الحاكم في «المستدرك» ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، يعني البخاريّ ومسلما (١) ، انتهى من «السّلاح» ، قال النوويّ ـ رحمهالله تعالى ـ : ينبغي لكل مكلّف أن يحفظ لسانه من جميع الكلام إلّا كلاما تظهر فيه مصلحته ، ومتى استوى الكلام وتركه بالمصلحة فالسّنّة الإمساك ؛ فإنّه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه ، وهذا هو الغالب ، والسلامة لا يعدلها شيء ، وقد صحّعنهصلىاللهعليهوسلم فيما رواه البخاريّ ومسلم أنّه قال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت» (٢) وهو نصّ صريح فيما قلناه ، قال : وروّينا في «كتاب الترمذيّ» / و «ابن ماجه» عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» قال الترمذيّ : حديث حسن (٣) ، وفيه عن عقبة بن عامر «قلت : يا رسول الله ، ما النجاة؟ قال : أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك» قال الترمذيّ : حديث حسن (٤) ، وفيه عنه صلىاللهعليهوسلم قال : «من وقاه الله شرّ ما بين لحييه وشرّ ما بين رجليه ، دخل الجنّة» قال الترمذيّ : حديث حسن (٥) ، انتهى ، والرقيب : المراقب ، والعتيد : الحاضر.
__________________
(١) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (١ / ١٢٩) ، (٤ / ٢٦١).
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي.
(٢) تقدم.
(٣) أخرجه الترمذي (٥ / ٥٥٨) كتاب «الزهد» باب : (١١) (٢٣١٧) ، وابن ماجه (٢ / ١٣١٥ ـ ١٣١٦) كتاب «الفتن» باب : كف اللسان في الفتنة (٣٩٧٦) من حديث أبي هريرة.
قال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلا من هذا الوجه.
والحديث أخرجه أحمد (١ / ٢٠١) ، هذا اللفظ ، وله رواية أخرى بلفظ «من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه» ، كلاهما من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨ / ٢١) : رواه أحمد ، والطبراني في الثلاثة ، ورجال أحمد و «الكبير» ثقات ، وعن زيد بن ثابت ، رواه الطبراني في «الصغير» وفيه محمّد بن كثير بن مروان وهو ضعيف.
(٤) أخرجه الترمذي (٤ / ٦٠٥) كتاب «الزهد» باب : ما جاء في حفظ اللسان (٢٤٠٦) ، وأحمد (٥ / ٢٥٩) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٢ / ٩).
قال الترمذي : هذا حديث حسن.
(٥) أخرجه الترمذي (٤ / ٦٠٦) كتاب «الزهد» باب : ما جاء في حفظ اللسان (٢٤٠٩) ، والحاكم (٤ / ٣٥٧) ، وابن حبان (١٣ / ٩ ـ ١٠) كتاب «الحظر والإباحة» باب : ما يكره من الكلام وما لا يكره ، ذكر البيان بأن من عصم من فتنة فمه وفرجه رجي له دخول الجنة (٥٧٠٣).
قال الترمذي : أبو حازم الذي روى عن أبي هريرة اسمه : سلمان مولى عزة الأشجعية وهو كوفي ، وأبو حازم الذي روى عن سهل بن سعد هو : أبو حازم الزاهد مدني ، واسمه : سلمة بن دينار ، وهذا حديث ـ