وقتادة (١) ، والقرض : السلف ، والتضعيف من الله تعالى هو في الحسنات ، وقد مرّ ذكر ذلك ، والأجر الكريم الذي يقترن به رضي وإقبال ، وهذا معنى الدعاء ب «يا كريم» العفو ، أي : إنّ مع عفوه رضى وتنعيما.
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ)(١٣)
وقوله سبحانه : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ...) الآية ، العامل في (يَوْمَ) قوله : (وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) والرؤية هنا رؤية عين ، والجمهور أنّ النور هنا هو نور حقيقة ، وقد روي في هذا عن ابن عبّاس وغيره (٢) آثار مضمنها : أنّ كلّ مؤمن ومظهر للإيمان ، يعطى / يوم القيامة نورا فيطفأ نور كلّ منافق ، ويبقى نور المؤمنين ، حتى إنّ منهم من نوره يضيء كما بين مكّة وصنعاء ؛ رفعه قتادة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم (٣) ، ومنهم من نوره كالنخلة السحوق ، ومنهم من نوره يضيء ما قرب من قدميه ؛ قاله ابن مسعود (٤) ، ومنهم من يهمّ بالانطفاء مرة ويبين مرة على قدر المنازل في الطاعة والمعصية ، قال
__________________
ـ خديج ، وزيد بن ثابت ، وهما قاعدان معه على السرير ، فقال أبو سعيد : لو شاء هذان لحدثاك ، ولكن هذا يخاف أن تنزعه من عرافة قومه ، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة ، فسكتا ، فرفع مروان عليه الدّرة ليضربه ، فلما رأيا ذلك قالا : صدق.
أما قول ابن عمر : فأخرجه البخاري (٧ / ٢٦٧) ، في «مناقب الأنصار» باب : هجرة النبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه إلى المدينة (٣٨٩٩) ، و (٧ / ٦٢٠) في «المغازي» باب : (٥٣) (٤٣٠٩ ، ٤٣١١) ، من طريق عطاء عن ابن عمر كان يقول : لا هجرة بعد الفتح.
وفي لفظ آخر : قلت لابن عمر رضي الله عنهما : إني أريد أن أهاجر إلى الشام. قال : لا هجرة ، ولكن جهاد ، فانطلق فاعرض نفسك ، فإن وجدت شيئا وإلّا رجعت.
وأما قول عمر : أخرجه النسائي (٧ / ١٤٦) ، في «البيعة» باب : الاختلاف في انقطاع الهجرة ، وأبو يعلى في «مسنده» (١٨٦) عن شعبة عن يحيى بن هانىء عن نعيم بن دجاجة قال : سمعت عمر يقول : لا هجرة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(١) أخرجه الطبري (١١ / ٦٧٥) ، برقم : (٣٣٦١٢) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٦٠) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٤٨) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر.
(٢) ذكره ابن عطية (٥ / ٢٦١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٥١) ، وعزاه لابن جرير ، وابن مردويه ، والبيهقي في «البعث».
(٣) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٥٠) ، وعزاه إلى عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر.
(٤) أخرجه الحاكم موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه (٢ / ٤٧٨) ، ومثل هذا له حكم الرفع ؛ لأن ليس ـ