وفروع الظهار مستوفاة في كتب الفقه ، فلا نطيل بذكرها.
وقوله سبحانه : (ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ...) الآية : إشارة إلى الرخصة والتسهيل في النقل من التحرير إلى الصوم والإطعام ، ثم شدّد سبحانه بقوله : (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) أي : فالتزموها ، ثم توعّد الكافرين بقوله : (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ).
(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٥) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٧)
وقوله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا ...) الآية : نزلت في قوم من المنافقين واليهود ، كانوا يتربّصون برسول الله صلىاللهعليهوسلم وبالمؤمنين الدوائر ، ويتمنّون فيهم المكروه ، ويتناجون بذلك ؛ وكبت الرجل : إذا بقي خزيان يبصر ما يكره ، ولا يقدر على دفعه ، وقال قوم منهم أبو عبيدة : أصله كبدوا ، أي : أصابهم داء في أكبادهم ، فأبدلت الدّال تاء ، وهذا غير قويّ ، و (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : منافقوا الأمم الماضية ، ولفظ البخاريّ : (كُبِتُوا) : أحزنوا.
وقوله تعالى : (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ / مُهِينٌ* يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ) : العامل في (يَوْمَ) قوله : (مُهِينٌ) ، ويحتمل أن يكون فعلا مضمرا تقديره : اذكر.
وقوله تعالى : (إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) أي : بعلمه وإحاطته وقدرته ، وعبارة الثعلبيّ (إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) : يعلم ويسمع نجواهم ، يدل على ذلك افتتاح الآية وخاتمتها ، انتهى.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩) إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(١٠)
وقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ ...) الآية ، قال ابن