وقوله تعالى : (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ) معناه : تملّكهم من كلّ جهة ، / وغلب على نفوسهم ، وحكي أنّ عمر قرأ : «استحاذ» (١) ، ثم قضى تعالى على محادّه بالذّلّ ، وباقي الآية بيّن.
وقوله سبحانه : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ...) الآية : نفت هذه الآية أن يوجد من يؤمن بالله حقّ الإيمان ، ويلتزم شعبه على الكمال ـ يوادّ كافرا أو منافقا ، و (كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) : معناه : أثبته وخلقه بالإيجاد.
وقوله : (أُولئِكَ) : إشارة إلى المؤمنين الذين يقتضيهم معنى الآية ؛ لأنّ المعنى : لكنك تجدهم لا يوادّون من حادّ الله.
وقوله تعالى : (بِرُوحٍ مِنْهُ) معناه : بهدى منه ونور وتوفيق إلهي ينقدح لهم من القرآن وكلام النبي صلىاللهعليهوسلم و «الحزب» : الفريق ، وباقي الآية بيّن.
__________________
(١) حكاه القراء في كتاب «اللغات» ، كما في «المحرر الوجيز» (٥ / ٢٨١) ، و «البحر المحيط» (٨ / ٢٣٧) ، و «الدر المصون» (٦ / ٢٩٠)