رأيت هذين فلم أصبر ، ثم أخذ في خطبته» (١) ، قال* ع (٢) * : وهذه ونحوها هي فتنة الفضلاء ، فأما فتنة الجهّال الفسقة ؛ فمؤدّية إلى كلّ فعل مهلك ، وفي «صحيحي البخاري ومسلم» عن أبي ذر قال : انتهيت إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : «هم الأخسرون ، وربّ الكعبة ، هم الأخسرون ، وربّ الكعبة ، قلت : ما شأني أيرى فيّ شيئا؟ فجلست وهو يقول ؛ فما استطعت أن أسكت وتغشّاني ما شاء الله فقلت : من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال : هم الأكثرون مالا إلّا من قال هكذا وهكذا وهكذا» (٣) وفي رواية : «إن الأكثرين هم الأقلّون يوم القيامة إلّا من قال بالمال ، هكذا وهكذا ، ـ وأشار ابن شهاب بين يديه وعن يمينه وعن شماله ـ ، وقليل ما هم» انتهى ، واللفظ للبخاريّ.
(فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦) إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(١٨)
وقوله سبحانه : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) تقدّم الخلاف هل هذه الآية ناسخة لقوله تعالى : (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) [آل عمران : ١٠٢] أو ليست بناسخة ، بل هي مبيّنة لها ،
__________________
(١) أخرجه أبو داود (١ / ٣٥٨) ، كتاب «الصلاة» باب : الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث (١١٠٩) ، والترمذي (٥ / ٦٥٩) ، كتاب «المناقب» باب : مناقب الحسن والحسين عليهماالسلام (٣٧٧٤) ، والنسائي (٣ / ١٠٨) ، كتاب «الجمعة» باب : نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من خطبته وقطعه كلامه ورجوعه إليه يوم الجمعة (١٤١٣) ، (٣ / ١٩٢) ، كتاب «العيدين» باب : نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة (١٥٨٥) ، وابن ماجه (٢ / ١١٩٠) ، كتاب «اللباس» باب : لبس الأحمر للرجال (٣٦٠٠) ، وأحمد (٥ / ٣٥٤).
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب.
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ٣٢٠)
(٣) أخرجه البخاري (١١ / ٦٣) ، كتاب «الاستئذان» باب : من أجاب بلبيك وسعديك (٦٢٦٨) ، (١١ / ٥٣٣) ، كتاب «الأيمان والنذور ، باب : كيف كان يمين النبي صلىاللهعليهوسلم (٦٦٣٩) ، ومسلم (٢ / ٦٨٦) ، كتاب «الزكاة» باب : تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة (٣٠ / ٩٩٠) ، والترمذي (٣ / ٣) ، كتاب «الزكاة» باب : ما جاء عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في منع الزكاة من التشديد (٦١٧) ، والنسائي (٥ / ١٠) ، كتاب «الزكاة» باب : التغليظ في حبس الزكاة (٢٤٤٠) ، وأحمد (٥ / ١٥٢ ، ١٥٨ ـ ١٥٩) ، والبيهقي (٤ / ٩٧) ، كتاب «الزكاة» باب : جماع أبواب صدقة البقر السائمة ، (١٠ / ٢٧) ، كتاب «الأيمان» باب : الحلف بالله عزوجل أو اسم من أسماء الله عزوجل ، وابن خزيمة (٤ / ٩) ، كتاب «الزكاة» باب : صفات ألوان عذاب مانع الزكاة إلى يوم القيامة ، قبل الفصل بين الخلق ، نعوذ بالله من عذابه (٢٢٥١) ، والحميدي (١ / ٧٧) ، برقم : (١٤٠) ، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٧ / ٣٦٤).
قال الترمذي : حديث حسن صحيح.