وأن المعنى : اتّقوا الله حقّ تقاته فيما استطعتم ؛ وهذا هو الصحيح ، قال الثعلبي : قال الربيع بن أنس : (مَا اسْتَطَعْتُمْ) أي : جهدكم ، وقيل : معناه : إذا أمكنكم الجهاد والهجرة ، فلا يفتننّكم الميل إلى الأموال والأولاد ، واسمعوا ما توعظون به ، وأطيعوا فيما تؤمرون به (١) ، انتهى.
وقوله سبحانه : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) تقدّم الكلام عليه ، وأسند أبو بكر بن الخطيب من طريق أبي هريرة وأبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «السّخاء شجرة في الجنّة ، وأغصانها في الدّنيا ، فمن كان سخيّا أخذ بغصن منها ؛ فلم يتركه الغصن حتّى يدخله الجنّة ، والشحّ شجرة في النار وأغصانها في الأرض ، فمن كان شحيحا ، أخذ بغصن من أغصانها ، فلم يتركه الغصن حتّى يدخله النار» (٢) انتهى ، وباقي الآية بيّن.
__________________
(١) ذكره ابن كثير (٤ / ٣٧٧) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٤٦) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن المنذر.
(٢) أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٧ / ٤٣٤ ـ ٤٣٥) (١٠٨٧٥) عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده ، و (١٠٨٧٧) عن أبي هريرة ، وذكره العجلوني في «كشف الخفاء» (١ / ٥٤٥) ، وزاد نسبته إلى الديلمي في «الأفراد».