قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الثعالبي [ ج ٥ ]

482/671
*

مصحف (١) أبيّ : «على الكافرين» والمعارج في اللّغة الدّرج في الأجرام ، وهي هنا مستعارة في الرتب والفضائل ، والصفات الحميدة ؛ قاله ابن عبّاس وقتادة (٢) ، وقال الحسن : هي المراقي في السماء (٣) ، قال عياض ، في «مشارق الأنوار» : قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «فعرج بي إلى السّماء» ، أي : ارتقى بي ، والمعراج الدّرج وقيل : سلّم تعرج فيه الأرواح ، وقيل : هو أحسن شيء لا تتمالك النفس إذا رأته أن تخرج ، وإليه يشخص بصر الميت من حسنه ، وقيل : هو الذي تصعد فيه الأعمال ، وقيل : قوله : (ذِي الْمَعارِجِ) معارج الملائكة ، وقيل : ذي الفواضل ، انتهى.

(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)(٤)

وقوله تعالى : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ) معناه تصعد ، والروح عند الجمهور هو جبريل* ع* وقال مجاهد : الرّوح ملائكة حفظة للملائكة الحافظين لبني آدم لا تراهم الملائكة ؛ كما لا نرى نحن الملائكة (٤) ، وقال بعض المفسرين : هو اسم جنس لأرواح الحيوان.

وقوله سبحانه : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) قال ابن عبّاس وغيره : هو يوم القيامة (٥) ، ثم اختلفوا ؛ فقال بعضهم : قدره في الطول قدر / خمسين ألف سنة ، وقال بعضهم : بل قدره في الشدّة ، والأول هو الظاهر ، وهو ظاهر قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من رجل لا يؤدّي زكاة ماله إلا جعل له صفائح من نار يوم القيامة تكوى بها جبهته وظهره وجنباه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة». قال أبو سعيد الخدريّ : «قيل : يا رسول الله! ما أطول يوما مقداره خمسون ألف سنة! فقال : والّذي نفسي بيده ، إنّه ليخفّ على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة» (٦) ، قال ابن المبارك : أخبرنا معمر عن قتادة عن

__________________

(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ٣٦٥)

(٢) أخرجه الطبري (٦ / ٢٢٦) ، رقم : (٣٤٨٥٣ ـ ٣٤٨٥٤) بنحوه ، وذكره ابن عطية (٥ / ٣٦٥) ، وابن كثير (٤ / ٤١٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤١٦) ، وعزاه لابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس ، وعزاه أيضا لعبد بن حميد.

(٣) ذكره ابن عطية (٥ / ٣٦٥)

(٤) ذكره ابن عطية (٥ / ٣٦٥)

(٥) أخرجه الطبري (١٢ / ٢٢٧) ، رقم : (٣٤٨٦٤) بنحوه ، وذكره البغوي (٤ / ٣٩٢) ، وابن عطية (٥ / ٣٦٥) ، وابن كثير (٤ / ٤١٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤١٦) ، وعزاه لابن أبي حاتم ، والبيهقي في «البعث».

(٦) أخرجه أحمد (٣ / ٧٥) ، والطبري (١٢ / ٢٢٧) (٣٤٨٦٧)