وعكرمة ؛ وهو فاعول من النقر (١) ، قال أبو حباب القصاب : أمّنا زرارة بن أوفى ؛ فلمّا بلغ (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) خرّ ميّتا ، قال الفخر (٢) : قوله تعالى : (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) أي : على الكافرين ، لأنّهم يناقشون (غَيْرُ يَسِيرٍ) أي : بل كثير شديد فأمّا المؤمنون ؛ فإنّه عليهم يسير ؛ لأنّهم لا يناقشون ، قال ابن عبّاس : ولما قال تعالى : (عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) دلّ على أنه يسير على المؤمنين (٣) ، وهذا هو دليل الخطاب ، ويحتمل أن يكون إنما وصفه تعالى بالعسر لأنّه في نفسه كذلك للجميع من المؤمنين والكافرين ، إلّا أنّه يكون هول الكفار فيه أكثر وأشدّ ، وعلى هذا القول يحسن الوقف على قوله : (يَوْمٌ عَسِيرٌ) انتهى.
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (١٢) وَبَنِينَ شُهُوداً (١٣) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ)(١٥)
وقوله تعالى : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) الآية ، لا خلاف بين المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي ، فروي أنّه كان يلقّب الوحيد أي : لأنه لا نظير له في ماله وشرفه في بيته ، فذكر الوحيد في جملة النعم التي أعطي ، وإن لم يثبت هذا فقوله تعالى : (خَلَقْتُ وَحِيداً) معناه : منفردا قليلا ذليلا ، والمال الممدود قال مجاهد وابن جبير : هو ألف دينار (٤) ، وقال سفيان : بلغني أنّه أربعة آلاف ؛ وقاله قتادة (٥) ، وقيل عشرة آلاف دينار ، قال* ع (٦) * : وهذا مدّ في العدد ، وقال عمر بن الخطاب : المال الممدود : الرّيع المستغلّ مشاهرة (٧).
(وَبَنِينَ شُهُوداً) أي حضورا ، قيل عشرة وقيل ثلاثة عشر ، قال الثعلبيّ / : أسلم منهم ثلاثة خالد بن الوليد ، وهشام ، وعمارة ، قالوا : فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك ، انتهى.
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٢ / ٣٠٤) ، رقم : (٣٥٣٧٦) عن عكرمة ، ورقم : (٣٥٣٨٠) عن ابن عبّاس ، وذكره ابن عطية (٥ / ٣٩٣) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٥٢) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه عن ابن عبّاس ، وعزاه أيضا لعبد بن حميد عن عكرمة.
(٢) ينظر : «الفخر الرازي» (٣٠ / ١٧٤)
(٣) ذكره الرازي (٣٠ / ١٧٤)
(٤) أخرجه الطبري (١٢ / ٣٠٦) ، رقم : (٣٥٣٩٥ ـ ٣٥٣٩٦) ، وذكره البغوي (٤ / ٤١٤) ، وابن عطية (٥ / ٣٩٤)
(٥) أخرجه الطبري (١٢ / ٣٠٦) ، رقم : (٣٥٣٩٧) ، وذكره البغوي (٤ / ٤١٤) ، وابن عطية (٥ / ٣٩٤)
(٦) ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ٣٩٤)
(٧) أخرجه الطبري (١٢ / ٣٠٦ ـ ٣٠٧) ، رقم : (٣٥٤٠٠ ، ٣٥٤٠٣) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٣٩٤)