العباد ، انتهى ، و (الرَّجْعِ) المطر وماؤه ، وقال ابن عبّاس : الرجع : السحاب فيه المطر (١) ، قال الحسن : لأنه يرجع بالرزق كلّ عام (٢) ، وقال غيره : لأنه يرجع إلى الأرض ، و (الصَّدْعِ) النبات ؛ لأن الأرض تتصدّع عنه ، والضمير في (إِنَّهُ) للقرآن ، و (فَصْلٌ) معناه : جزم فصل الحقائق من الأباطيل ، والهزل اللعب الباطل ، ثم أخبر تعالى عن قريش أنهم يكيدون في أفعالهم وأقوالهم بالنبي* ع* ، و (أَكِيدُ كَيْداً) وهذا على ما مرّ من تسمية العقوبة باسم الذنب ، و (رُوَيْداً) معناه : قليلا ؛ قاله قتادة (٣) ، وهذه حال هذه اللفظة ؛ إذا تقدمها شيء تصفه كقولك : سيرا رويدا ، أو تقدمها فعل يعمل فيها كهذه ، وأما إذا ابتدأت بها فقلت : رويدا يا فلان ؛ فهي بمعنى الأمر بالتماهل ، ـ ص ـ : (رُوَيْداً) قال أبو البقاء : نعت لمصدر محذوف ، أي : إمهالا رويدا ، و «رويدا» تصغير «رود» وأنشد أبو عبيدة : [البسيط]
يمشي ولا تكلم البطحاء مشيته |
|
كأنّه ثمل يمشي على رود |
أي : على مهل ورفق ، انتهى.
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٢ / ٥٣٨) ، (٣٦٩٤٤) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٤٦٦) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٤٩٨)
(٢) أخرجه الطبري (١٢ / ٥٣٨) ، (٣٦٩٤٧) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٤٦٦)
(٣) أخرجه الطبري (١٢ / ٥٤١) ، (٣٦٩٦٧) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٤٦٧)