٩٧ ـ (أَنْ يَظْهَرُوهُ) : يعلوه.
(نَقْباً) : تقبا وخرقا.
زعم ابن المقنع : أنّ الاسكندر كتب على السدّ بسم الله الأعز الأكرم ، بني هذا السدّ بقوة الله ، وسيثبت (١) ما شاء الله ، فإذا مضى مئة وستون من الألف الأخيرة انفتح هذا السدّ (٢) ، وذلك عند كثرة الخطايا والذنوب ، تقطّع الأرحام ، وقساوة القلوب ، فيخرج من الأمم ما لا يحصيهم إلا الله تعالى ، فيبلغون مغرب الشمس ، فيأكلون جميع ما يصلون إليه حتى يفيضوا إلى الحشيش وورق الشجر ، ويشربون جميع المياه حتى لا يدعوا حياة ، فإذا بلغوا أرض كذا هلكوا عن آخرهم بإذن الله وأمره.
عن أبي هريرة ، عنه عليهالسلام في السّدّ قال : يحفرونه كلّ يوم حتى إذا كانوا يخرقونه قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقون غدا ، قال : فيعيده (٣) كأشدّ ما كان حتى إذا بلغ مدّتهم ، وأراد الله (٤) أن يبعثهم على الناس ، قال الذي عليهم : ارجعوا ، ستخرقون غدا إن شاء الله ، واستثنى ، فيرجعون ، فيجدونه كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ، فيخرجون على الناس ، فينشّفون المياه ، ويفرّ الناس منهم ، فيرمون سهامهم في السماء ، فترجع مخضّبة بالدماء ، فيقولون : قهرنا من في الأرض ، وعلونا من في السماء قسوة وعلوّا ، قال : فيبعث الله نغفا (٥) في أقفائهم ، فيهلكون ، قال : فو الذي نفس محمد بيده ، إنّ دوابّ الأرض لتسمن ، وتبطر ، وتسكر سكرا من لحومهم. (٦)
قال كعب : يمكث الناس بعد خروج يأجوج ومأجوج إلى الرخاء والخصب والدعة عشر سنين حتى الرجلين ليحملان الرمّانة الواحدة ، ويحملان العنقود الواحد من العنب ، فيمكثون على ذلك عشر سنين ، قال : ثمّ بعث الله تعالى ريحا طيّبة لا تدع مؤمنا إلا قبضت روحه ، ثمّ يبقى الناس بعد ذلك يتهارجون كما تتهارج الحمر في المروج ، فيأتيهم أمر الله والساعة ، وهم على ذلك. (٧)
٩٩ ـ (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ) : أراد الزمان. وقيل : بوصول يوم القيامة ، فإنّ صدره من الدنيا ، وأعجازه من الآخرة. (٨)
__________________
(١) ع : ويثبت.
(٢) ك : اللسد.
(٣) أ : فيعيد.
(٤) غير موجودة في ع.
(٥) النّغف بالتحريك : دود يكون في أنوف الإبل والغنم. النهاية في غريب الحديث والأثر ٥ / ٨٦ ، ولسان العرب ٩ / ٣٢٨.
(٦) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٥١٠ ، والترمذي (٣١٥٣) ، وابن ماجه (٤٠٨٠) ، وابن حبان (٦٨٢٩).
(٧) ينظر : الفتن ٢ / ٥٩٧ (١٦٦١) ، وحلية الأولياء ٦ / ٢٥.
(٨) ينظر : تفسير الطبري ٨ / ٢٩٠ ، والدر المنثور ٥ / ٤٠٨ عن ابن زيد ، وتفسير البغوي ٥ / ٢٠٩.