متميزا لأولي الألباب بإذن الله.
٨٠ ـ (صَنْعَةَ لَبُوسٍ) : ما يلبس كالرّكوب ما يركب ، والسّحور ما يتسحّر به ، يعني : الدّرع من الحديد.
٨١ ـ (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) : كانت ريحه عليهالسلام تجري مرّة رخاء ، ومرّة عاصفة على مقدار المراد من مصلحة الحال ، وذكروا في قوله : (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) [سبأ : ١٢] كان يقيل باصطخر (١) فارس ، ثم يروح إلى كابل (٢) ، ثم يرجع إلى بلاده ، قالوا : وكان والي خراسان يومئذ كسرى بن سياوش بن (٢٢٣ و) كيقابوس تزحزح لسليمان عن ممالك العراق وفارس حتى انتهى إلى بلخ ، فنزلها ، ثم غاب غيبته ، واستخلف لهراسف. وروي : أنّ سليمان عليهالسلام حجّ على سريره تحمله الريح.
٨٢ ـ (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ) : إلى قعر الماء لاستخراج اللؤلؤ والياقوت ونحوهما.
(وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ) : من المحاريب والتماثيل والطواحين والحمّامات ، وقد عملوا السيوف المعجونة السليمانيّة ، وبنوا له تدمر (٣) بالشام.
(وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) أي : حابسين في طاعته وسلطانه ، أو عاصمين من عاجل العقوبة والهلاك. ويحتمل : أنّ الضمير عائد إلى داود وسليمان وأوليائهما.
٨٣ ـ وذكر أبو الحسن أحمد بن محمد البلخيّ : أنّ أيوب هو ابن أموص بن زرح بن عيصو (٤) بن إسحاق ، وامرأته رحمة بنت أفراييم بن يوسف ، وكان بالبتنيّة ، وهي أرض من ديار الشام ، بين دمشق ورملة ، فلبث في قومه سبع سنين يدعوهم إلى الله ، فلم يجبه إلا ثلاثة نفر ، وكان كثير المال والولد ، مباركا عليه فيهما ، يملك ألف رأس ثور للحراثة ، مع كلّ رأس ثور أتان تحمل ألات الحراثة ، خلف كلّ أتان جحشان وثلاثة ، والفدّادون كلّهم كانوا عبيدا له ، وكان يملك من الغنم ألف ألف ، وكان الرعاة عبيدا له ، وكانت أولاده عشرة من الذكور وسبعة من الإناث ، وكان أعبد خلق الله وأشكر خلقه في زمانه ، فحسده إبليس ، واعتقد أنّ سبب
__________________
(١) اصطخر : بالكسر وسكون الخاء المعجمة ، بلدة بفارس من الإقليم الثالث ، تنسب إلى أول من أنشأها اصطخر بن طهمورث ملك الفرس. ينظر : معجم البلدان ١ / ٢١١.
(٢) كابل : بصم الباء الموحدة ولام : عاصمة أفغانستان الآن ، وهي مدينة معروفة في بلاد الترك ، غزاها المسلمون في أيام بني مروان ، وافتتحوها. ينظر : معجم ما استعجم ٤ / ١١٠٨ ، ومعجم البلدان ٤ / ٤٢٦.
(٣) ساقطة من أ.
(٤) ع : عيوص.